مطلق الوهيدة
من حقنا ان نضع علامات التعجب والعجائب على ما نقوم به من تصرفات ليس لها من مبرر إلا شيء واحد هو أننا مغيبون حكاما ومحكومين عن فهم وإدراك حركة التاريخ وعجلاتها التي تدور بشكل سريع اقليميا وعالميا وهل ذلك عاهة خلقية اصابتنا منذ قرن ولا نقول في الحالتين، إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، فمنذ انشئ مجلس التعاون الخليجي ونحن نأمل ونتمنى ان يتوفق قادته في تحقيق آمال شعوبنا واستبشرنا خيرا بأن هذا الاتحاد نواة لتكتل يسر الصديق ويهابه العدو ويكون عونا للأصدقاء ويسعى للتفاهم وتوضيح نوايا هذا المجتمع المسالم للقاصي والداني، خصوصا ان حكامه وشعوبه يرتبطون ارتباطا وثيقا بالقرابة والعادات والدين والثروة والامتداد الجغرافي ولكن «ما كل ما يتمناه المرء يدركه، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن»، وصدمنا عندما سمعنا الخلاف الذي حدث بين دولتين اساسيتين ولهما تأثير كبير خليجيا وعربيا بل عالميا ايضا، وهو الخلاف على موقع البنك المركزي الخليجي وتوحيد العملة، وهذا أمر أساسي فيما يتعلق بالوحدة الخليجية لأن الاقتصاد هو عصب الحياة فنحن لا نملك الا ان نناشد قادة هاتين الدولتين والعقلاء في دول الخليج الأخرى أن يتدخلوا لحل هذه المعضلة ولا نقبل منهم أي عذر آخر لأن الأمر يهمهم ويهمنا ايضا كشعوب كنا نأمل منهم اكثر من ذلك في الوقت الذي كما ترون وتدركون مخاطره بداية من شهر يونيو القادم وبعده والعلم عند الله فنحن مع الأسف لا ندرك ولا نقرأ حركة التاريخ ولا نتكيف مع متطلباتها حتى تفرض علينا وبعدها لا يفيد الندم، ناشدنا كما ناشد غيرنا خليجيا وعربيا أن تستعدوا لما سيحدث خلال العقدين القادمين والذي بدأت مؤشراته تظهر واضحة كل الوضوح منها الانسحاب الأميركي والحكومة الاسرائيلية بعناصرها التي لا يخفى عليكم أنها تسعى لقدح الزناد ومن ثم يختلط الحابل بالنابل وتبدأ الفوضى الخلاقة التي تحدثوا عنها ولا فهمناها ولا استعددنا لها واخذنا بأسباب وسائل مكافحتها ان حدثت، فإذا كانت الخلافات في مؤتمرات القمة العربية والخليجية بهذا الشكل الذي رأيناه ولايزال مستمرا حتى بين اصحاب القضية أنفسهم، فما علينا الا ان نقول للطامع تقدم فالأبواب مفتوحة فلا تنسيق عسكريا أو اقتصاديا بين عالمنا العربي والخليجي، وقد أشرنا في مقالات سابقة وهمزنا ولمزنا باللغة الانجليزية والفارسية والهندية ايضا لعل قومنا يفقهون.
احذروا الهلال سيصبح قمرا very soon «انحش يا عوض» ولقد حذرنا عوض في مقالات سابقة ولكن الظاهر ان عوض أصبح معوقا لا يستطيع الهروب أي «محرول وغير مسرول».
ملاحظة:
إليكم هذه القصيدة العمانية القديمة:
-
بد السلب على القوت ان كنت استادي
-
وبلا سلب ما يحسبوك العادي
-
يوم السلب فوق رمان الأوتادي
-
قالوا نعم بفلان حالة سدادي
-
السلب: هو السلاح لضمان الأمن والاستقرار