عندما ننظر في حال هذه الأمة أفرادا أو جماعات أو دول أو قيادات وتصرفاتها بحق نفسها ومحيطاتها الاجتماعية وما أصابها من قتل وتشريد واختلاسات وتبذير ومناقصات أسعارها تفوق ميزانيات دول تفوقها مساحة وأعدادا بشرية وتقام فيها جامعات ومشاريع صناعية وزراعية، بل الأدهى من ذلك ما أصابها من خلافات لا يصغي إليها إلا من هو ساذج التفكير والذين يسوق لهم من بعض بطائنهم المأجورين والذين دائما يقلبون لهم مفهومية الحدث والأحداث حتى لو كانت صادرة من أتفه الساذجين والمسمّين برويبضة المجتمع والذين امتطوا موجة الإعلام الحديث ووجدوا فيه ضالتهم، والأكثر حسرة ومرارة ان بعضا من مديري مكاتب بعض المسؤولين لا يطلعون قياداتهم على ما يأتيهم من اتصالات ونصائح وتنبيهات في هذه الظروف الدقيقة، بل البعض منهم يزود خصمه السياسي أو المالي بما يقتبسه من توجهات هذا المسؤول، مما يضعف قراراته ويسرب معلوماته وهم مع شديد الأسف شاطرين في «هيك» عملة وتعاملا مما يجعل بعضهم عندما يعرف مواقف هذا المسؤول نحو جماعات أو النية بأخذ بعض الإجراءات نحو موضوع تتطلبه المرحلة ينقل اليه بعضا من توجهات بعض الخصومة حتى يتسنى له تلطيف ثقة هذا المسؤول عليه، والأول ما ترك للآخر شاردة أو واردة إلا بينها لنا يا سادة (قال ربّ اكفني شر اصدقائي اما أعدائي فأنا كفيل بهم، وصديقك من صدَقك وليس من صدَّقك)، وبعد ما سلف ذكره آنفا يتضح لنا جليا أن الأمة مصابة بما عنوناه لهذا المقال، وهذا والله أخطر من فيروس ايبولا لأنه يقضي على طموحات الشعوب في جميع مفاهيم الحياة، مما يفرز اليهم شعوبا تأكل أخضرهم ويابسهم ونحن وغيرنا حذرنا من افتعال العبث في مكامن الطاقة حتى لا يكون الأصدقاء فريسة للبرد والثلوج، وعلى كل حال ان اردت ان تحصل على جزء من لحم الكتف عليك ان تتلطف لتصل عن طريق الهدايا والولائم الى بطائن القوم أو السكرتارية وان تعذّر ذلك لكثرة المنافقين من حولهم فابحث عن الفرّاش حتى ولو كان بنغاليا، والله الموفق.
احرص على الراوية لا ينتثر ماها
واعرف ترى جربه الباقين مشقوقة
يا أمة اصبح الخلاف مبداها
مما جعل نفطهم متدنين سوقه
يا أمة صار أم جنيب ممشاها
« أم جنيب: الثعبان»
ما ظنتي بعد ذلك ينطلق عوقه
دايم على الدوم الإعلام يشناها
تفسد مشاريعها وتكبر البوقه
النصيحة تشترى ولا تباع: لا تسبوا داعش حتى لا يغضب عليكم صانعوها ويحركونها الى مضارب أنعامكم وأكثروا من كلمة ثنكيو، ميرسي بكو، أو فيدر زين ولا تنسوا كلمات جماعة شالون.
بالتوفيق وسدد الله خطاكم:
سوف يعقد في دولة قطر الشقيقة مؤتمر دول مجلس التعاون الخامس والثلاثون والذي نتمنى كما يتمنى كل مخلص لبلاده ان يتفقه ويدرك قادة هذه المنظومة الخليجية، المخاطر والأطماع التي تدور حولنا اقليميا وعالميا، خصوصا ما يكمن من مخزون «غازي ونفطي» في مكامن هذه الأراضي التي مد الله أهلها بهذه النعم، وشعوبهم تأمل أن يكونوا على مستوى هذه التغيرات الهوجاء ويعدوا العدة حتى يحافظوا على ما ورثوه من أسلافهم الذين حافظوا عليها بعد الله من الأطماع السابقة.
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن.
فمنظمة الغذاء للاجئين السوريين في الدول المجاورة لهذه الأحداث بحاجة ملحة لما يقارب من مائتي مليون دولار فأمدوهم أمد الله في أعماركم من النعم التي وهبها الله لكم لكي يتجاوزوا فصل الثلوج والبرد القارص، فالحسنة تطفئ السوء والسيئة.