مطلق الوهيدة
سأتحدث في هذه المقالة والمقالات القادمة عن رجالات الكويت الذين اسسوا هذه البلاد الطيبة، هؤلاء الرجال الذين نعتز بذكرهم والتذكير بهم حتى يتسنى لمن لم يعرفهم ان ينهل من مآثرهم الخلاقة والواعية، فذلك الصنف من الرجال عملوا بإخلاص في تلك الأزمنة التي قل فيها من يعمل مثلما عملوا على ارض حرة مثل ارض الكويت، فعندما تتفحص ما قاموا به من مشورة فيما بينهم لاختيار رجل من خيارهم ليكون واجهة لهم وناطقا رسميا باسمهم وهو اختيار الشيخ صباح الأول سنة 1756 هذا الرجل الذي من خلال ما قام به ومجموعة من هؤلاء الرجال من تنظيم حالهم واختيار موقع مدينتهم جغرافيا كما نراه الآن يعطي مدلولية ايضا لما كانوا يتمتعون به من خلفية حضارية وفكرية تتميز بنظام وتنظيم ومفاهيم استراتيجية، كما بدأ هؤلاء الرجال بتنظيم احوالهم داخليا وبدأوا يستقبلون الرحالة من مستشرقين وركبان من القادمين من القوافل كما بدأوا بناء بعض السفن ليقضوا بها حاجتهم بحريا في تلك الحقبة الأولى، نتعرف عليها وعلى اصناف الرجال الذين بدأوا فيها لتتضح هذه النوعية التي يجب ان نذكرها ونذكر بها الاجيال المقبلة.
الحقبة الثانية
بدأ هؤلاء الرجال بصناعة السفن والاتصال بمن حولهم بحرا وبرا حتى يجلبوا لبلدهم ما يحتاجون إليه من اصناف مواد البناء والغذاء كما قاموا بحفر الآبار والزراعة وإنشاء الاسواق التي يجلبون لها ما يحتاج إليه سكانها.
الحقبة الثالثة
في هذه الحقبة اتسعت صناعة السفن حتى وصلت إلى رقم قياسي بما يقارب ثمانمائة سفينة وهنا اتسعت التجارة حتى وصلت الى المحيط الهندي وجلبت الكثير لأهل الكويت ونقلت الكثير من خبرات تلك البلدان مثل الهند وزنجبار والسواحل الافريقية بالاضافة للبلدان العربية مثل عمان وعدن، وهنا تطور العمل اكثر فأكثر في مجال التجارة والغوص وتجارة اللؤلؤ وحتى النساء شاركن في العمل التجاري في المدينة على سبيل المثال وليس الحصر، مثل بيع الخام وحاجات النساء وطهي بعض الوجبات الشعبية، بالاضافة الى تربية الابناء اثناء سفر الرجال للتجارة او الغوص، فالمرأة شاركت في اعمال كثيرة في ذلك الوقت، كما كانت هناك سفن برية وهي القوافل التي تنقل البضائع الى بلاد الشام ونجد، وكانت تعود منها محملة بالكثير من الاحتياجات التي يتطلبها البلد وسكانه، فهذه القوافل تبدأ خريفا وتنتهي قبل بدء الصيف وجميع المكاسب من هذه التجارة بحرا وبرا كانت تدعم الحاكم والمنضمين للبلد، وهذا يدل على روح التعاون بين الحاكم والمحكوم.
هذا وسنتحدث في المقال القادم عن الحقب الرابعة والخامسة والسادسة حتى يتسنى لكم معرفة هؤلاء الرجال ومشاركة نساء الكويت في بناء البلد الذي ترونه وتنعمون في فضائل الله سبحانه ثم فضائل المؤسسين له، فيجب احترام هؤلاء الرجال وسلالتهم.