عندما نستعرض الاستجوابات الأربعة التي انتهت اخيرا لصالح الحكومة وما كانت تهدف إليه والمقاصد التي استهدفت من قبل المستجوبين او الساعين الى تحقيقها والزخم الاعلامي الذي رافقها منذ فترة وهيئ بشكل منظم يتضح لنا، كما اتضح لغيرنا منذ فترة مكامن الصراع الذي يدور سياسيا وماليا على المناصب والسعي الى القيادة سياسيا او اقتصاديا من خلال المشاريع المطروحة او التي شموا رائحتها في المستقبل القريب، ولكننا في هذه المقالة نحب ان نبين بعضا من حلقات الصراع وتواريخها المختلفة بشيء من الاشارة الجزئية ولا نرغب بالدخول في التفصيلات حاليا حتى لا يستفيد المتصيدون في الماء العكر ويجنوا عليها واستغلالها ودغدغة شجونها، ولكننا سنجد أنفسنا مضطرين لنبشها وتعريف وتعريب مسمياتها اذا لم تصغ هذه القوة لما يحاك ويحوم حولهم من المخاطر فنحن نعلم ان صعود سمو الشيخ ناصر المحمد كرئيس وزراء رسخ مبدأ لمن يأتي بعده ووسع من الدائرة الديموقراطية وحقق ما يسعى اليه منذ فترة حتى وان رافقتها بعض التفسيرات الدستورية، وهنا نود ان نشير الى ما يترتب على ذلك مستقبلا وينعكس داخليا واقليميا على الجو والمفهومية السياسية بشكل عام.
وسنعرض لكم الآن فترة تلك الصراعات فيما يلي:
1 - صراع منذ أكثر من قرن.
2 - صراع منذ الخمسينيات والستينيات.
3 - صراع منذ السبعينيات وحتى يومنا هذا.
وهذه الصراعات في البندين الاول والثاني شغلت أهل الديرة وأنستهم ما يحدث لبلادهم اجتماعيا، وسكانيا والخافي أعظم، ولاتزال هذه المناوشات والتجاذبات مستمرة بين اهل الديرة وهم غير منتبهين لمخاطرها ونتائجها المستقبلية، ويجب أن يبدأوا في اعادة صياغة العلاقة فيما بينهم قبل ان يذوبوا كالملح في الماء، ولقد نبهنا في مقالات سابقة وأوردنا بعض الامثلة والابيات الشعرية التي تنبه لذلك ولكننا نقول مع شديد الأسف ان الذين يفهمون مقاصدها تحت الارض وليسوا فوقها، رحمهم الله.
ومن اراد ان يتعرف على هذه او تلك فعليه الرجوع للمقالات التي كتبناها سابقا، والايام المقبلة ستبرز على السطح هذا الصراع.
وهنا يكون مكمن الخطر على هؤلاء اذا ظهر طرف آخر يبتلعهم جميعا لانه اكثر منهم عددا وسيصبح فيما بعد اقوى منهم عدة، وهنا يكون المثل الذي يقول «برطم الضحوك» اي بوز وعبس وجهه، ولهذا نذكر الابيات التالية:
توه بدا الصراع من بين الأصحاب
أهل الوطن والدار (local) محلي
من أول صراعهم من ورا الباب
واليوم صاروا بين عالي مدلي
وصار البلد من بين ناهب ونهاب
ولا سلم من الناهب حتى المصلي
بعد أن امتعنا الطفل حمد جمال بوناشي بأدائه امام قادة «التعاون» خلال حفل تدشين الربط الكهربائي نقول:
يا حمد جمال ابوناشي شكرا وافي يا ناشي
ما قلته لاصحاب الجلالة والسمو شرح جميل وافي
وهو يعبر عن شعور المخلصين ومنكم كافي
كلمتك معبرة من ضمير مخلص صادق
يا خليجي واكب التاريخ واركب فالسفينة قبل تمشي حافي
وانبذ الخلاف وخلك في طريقك مجتهد وماشي
كان تبغي العز لا تصغي لمنهو في ضميره خونة وهافي
يعجبك بالطرح وهو بالخفا مثل ثعبان لادغ