الوضع الإقليمي هذه الأيام وصل الى النقطة التي تسبق العاصفة، وأصبح النهج المخابراتي يحضّر لمقبلات هذه الأوضاع التي أصبحت تشكل إزعاجا وصراعا له في المستقبل وينتهج أسلوبا كان يستعمل منذ عقود مضت ويقدم له بعض المقبلات ويحرك بعض القنوات التي كانت مياها راكدة في ترعاتها المنتشرة في العالم لكي يستطيع ان يتخلص من بعض الرموز الخطيرة على جسمه المركب من كل قطر أغنية، خصوصا التي تتمتع بقوة التنظيم والتصنيع في المجال العلمي، وما حدث للمناضل المبحوح ومن قبله يعطي دلالة واضحة على أن المشوار في عالم الاغتيالات بدأ يأخذ نهجا جديدا مستعملين أشرس الأساليب والعملاء المتخرجين في المعاهد الشملانية التي بدأوا يحيون وينظمون أزلامها من أجسام أهلها وغيرهم من المرتزقة والمتعاونين معهم، وهذا الأسلوب لا يجدي ولا ينفع بل يسبب لهم تثويرا في المنطقة كلها ويجعل السلام في خبر كان، وهؤلاء الأشرار لم يقرأوا التاريخ جيدا ويعلمون ان النمو السكاني والعلمي والثقافي المحيط بهم والمتفشي داخل جسمهم سيسيطر لا محالة إذا ساد السلام بدل الحروب والتآمر على مقدرات الشعوب.
ولأن التركيبة السكانية للمجتمع الاسرائيلي والمستوردة من الخارج لم تكن من هذه الأرض بدأت تتقلص شيئا فشيئا، فالنمو متدن والهجرة أصبحت متوقفة بنسبة 85% وستزداد تراجعا بعدما حصل لهم في لبنان على يد الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة وكذلك التهديدات الرادعة المنبثقة من إيران الإسلامية ومن سورية العربية.
وهنا نحذر من الأخطار الصهيونية والمتصهينين المنتشرين في جسم الأمة وبوجوه مظهرها يختلف عن مضمونها، وهنا يجب على أميركا والدول الغربية ألا تنجر وراء هذه التصرفات الصهيونية التي عبثت على مر التاريخ، والحرب العالمية الأولى والثانية خير دليل على هذا، وان تسعى هذه الدول للسلام والاستقرار وتوفير الغذاء والدواء لشعوب هذه المنطقة بدلا من الحروب التي سببت القتل والتلوث ولا تحرج أصدقاءها في المنطقة وتطلب منهم أن يطفئوا الحرائق بعد ان يشعلوها هنا وهناك.
على فكرة، الصهيونية ليست محصورة في العنصر اليهودي فقط، بل هي والماسونية متواجدتان في كثير من المجتمعات وبنسب مختلفة، فهم دائما يسعون للعبث بمقدرات الشعوب فيبذرون المال ويشفطونه ويدخلون الناس في أزمات اقتصادية مفتعلة للاستيلاء على المخزون المالي في بنوك العالم ويصرفون الأموال على صناعة أسلحة القتل والتلوث كما يسعون لأن تسود الفوضى الأخلاقية وكذلك الأمنية ويروجون المواد التخديرية، بل يخلقون الجراثيم الإنفلونزية كما سمعتموها في كثير من الأصناف الحيوانية المعدية للعنصر البشري، ولو صرفت هذه المبالغ على الدواء والغذاء لساد السلام والاستقرار وعاشوا في أمن واطمئنان هم وغيرهم.
وهناك عنصر آخر وهو الرويبضة التي تسلطت بألسنتها وقنواتها الفضائية وأقلامها المشبوهة للترويج لهذه وتلك، فهم دائما يدورون في فلك الصهيونية كما تدور الكويكبات في المنظومة الشمسية.
ولا توهمكم المشاريع التخديرية التي تطرح بين آن وآخر، وكما تعلمون، فقد صدر ما يقارب 120 قرارا أمميا لصالح القضية الفلسطينية، ولكنها ذهبت أدراج الرياح فلا تتوقعوا من حراس النوادي الليلية والمتمرسين في الجرم والإجرام أن تأتيكم منهم هذه الأيام أي حلول.