موسى المطيري
يعتـبر نواب مجـلس الأمة كغـيرهم من مــوظفي الدولة. . لـهم مـا لـهم من الحــقــوق وعليــهم مــا عليــهم من الواجـبــات، والفـارق أنهم يعــينون بأصـوات الأمة، فـيتم اخـتيـارهم بناء على أدائهم أو لتـمـتـعـهم بتوكـيـلات تمكنهم من أن يحـجزوا مقـعدا أخـضر تحت قبة قاعة عـبدالله السالم لممارسة العمل الرقابي والتشريعي.
وأعضاء مجلس الأمة قبل أن يراقبوا أداء الأجهزة الحكومية، هم مراقبون من الشـعب الذي أوصلهم، فـتـحـركـاتهم وأسئلتهم وحـتى حـضــورهم إلى الجلسة أو عـدمه يعتـبر محط مراقـبة من قبل المواطنين، ولـذلك يواجه النائب في كل لقـاء بأحـد المواطنين سـيـلا من الأسئلة تنهال عليه، ومـوقفه في جملة القضايا المطروحة.
ويمتـد الأمر إلى دواوين الأعضـاء التي عـادة ما يتلقون فـيهـا معـاملات المواطنين أو يسـتمعـون لشكاواهم ولا تخلو من أحاديث وأسئلة حول القضايا الأسـاسيـة.
وهكذا فـإن النائب وطوال السنوات الأربع التي يقـضيـها عـضوا برلمانيا يكون محط متابعة ومراقبة من قبـل المواطنين الذين يعد البـعض منهم أرشيفا لمواقفه.
ولهذا فـإن السبب الرئيـسي في عدم تكرار نجـــاح النواب الـســابقـين في الانتخابات هو عدم التزامهم بما أعلنوا عنه من مواقف تحـت القبة البـرلمانية، فمواقف الـنواب خلال فترة عضـويتهم تعتـبر العامل الأهم لإعادة انتـخابهم، ولهــذا لابـد أن يعي النائـب انه ورغم مراقـبتـه لأداء الحكومة فـإن أداءه هو الآخــر مــراقب.
وهـذا يتطلـب منه أن يحــافظ عـلى تواصله مـع الناس وان يعمل جاهدا على تحـقيق الصالح العام وان يتـمسك بحـبل «المودة» بينه وبين ناخبيـه لا أن يدير ظهره لأربع سنوات ويعود متى ما نصبت خيام المقر!
والله من وراء القصد