لم تكن أيام احتجاز كويتيي كسر الحصار إلا مثالا واقعيا على قوة لُحمة الشعب الكويتي المعهودة والتي جسدت أروع معاني التلاحم والانسجام المعروفة عنه، فقد أعادت أيام كسر الحصار ما كان مفقودا من تمازج شعبي ورسمي قطع كل الظنون حول ما تركته بعض المشاحنات النيابية هنا، وبعض التمايز الفضائي هناك ليثبت هذا الشعب الأبي انه جسد واحد تضرع بالدعاء لله لفك احتجاز أبناء له راحوا يمدون يد العون والخير لأشقاء لهم.
ولم تكن تلك الأيام التي مرت خلال احتجاز كويتيي كسر الحصار إلا إضاءة جديدة في وطن يلتف بحبه خلف قائده الذي تابع باهتمام أحداث احتجاز أبنائه، وإضاءة في حكومة تركت كل شيء خلفها لتؤكد وقوفها مع الحق ودفاعا عن أبنائها، ونواب تناسوا جميع الخلافات وأعلنوا وقوفهم ودعمهم لقضايا الأشقاء وحماية أبنائهم المحتجزين، وإضاءة شعب رفع أكف الدعاء لله وحده بأن يفرج كرب اخوانهم المحتجزين.
نعم، هذه هي الكويت التي افتقدناها واشتقنا إليها، هذا هو الشعب الصلب الذي التف خلف قيادته وتمازج حتى عاد جسدا واحدا كما كان، وهؤلاء هم الكويتيون الذين نعرفهم.
نعم، وبفخر هانحن عدنا جسدا واحدا بكل أطيافنا وفئاتنا واختلاف أفكارنا، ذلك الجسد الكويتي الخالص النقي الذي «ان حجت حجايجها» كويتيون، فبوركت يا وطني بأبنائك الأبطال، وبوركت بأميرك المفدى وحكومتك الصلبة ونوابك الصناديد وشعبك الأبي، بوركت يا وطني.
[email protected]