موسى المطيري
لم تزل ردود أفعال القراء حول مقالتنا الأخيرة والتي كتبت حول معاناة البدون في هذا البلد مستمرة، حيث مازلت أتلقى الرسائل تلو الرسائل حول الموضوع ذاته، والذي يدل بلا أدنى شك على أن هناك «غصة» من أحوال هذه الفئة والتي يجب أن تحل وان يجد المسؤولون العلاج الناجع لها، ومن هذه الرسائل وصلتني هذه الرسالة التي تمثل حزنا وحلما معا فلننصت لها علّ ذلك يفيد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد،
العزيز: موسى أبوطفرة المطيري
أولا أود أن أسجل إعجابي بمقالاتك الرائعة التي تسطرها يوميا والتي نقرأها كل صباح، نحن مجموعة من الطلبة من فئة غير محددي الجنسية (البدون) الدارسين بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، قمنا بتشكيل «لجنة البدون الطلابية» والتي انبثقت من رحم معاناة الطلبة البدون الدارسين بالتطبيقي.
أخي، إن الطالب البدون بالتطبيقي يشعر بنوع من التفرقة بينه وبين زملائه الطلبة، فهناك هضم وحرمان لحقوقه ومكتسباته الطلابية، فعلى سبيل المثال: يمنع الطالب البدون من المشاركة بعملية الانتخابات الطلابية مما يشعره بأنه منبوذ داخل الهيئة، وللعلم فالطلبة البدون بجامعة الكويت تحق لهم المشاركة بالانتخابات، فلماذا يمنع الطالب البدون من المشاركة بانتخابات التطبيقي؟
أضف إلى ذلك انه لا يحق للطالب البدون بالتطبيقي التحويل من كلية لأخرى ولكن يقتصر تحويله على التحويل الداخلي (من تخصص لآخر بالكلية نفسها) مما يفوت الفرصة على الكثيرين منهم لتحقيق ما يطمحون إليه، ومن الحقوق التي حرم منها أيضا الطالب البدون بالتطبيقي الإعانة الاجتماعية، فلا يخفى على الجميع كمية الكتب والمذكرات التي يحتاجها الطالب وكذلك المستلزمات الأخرى من قرطاسية وأدوات، والغالبية العظمى من الطلبة لا يعملون لذلك لا يوجد لديهم مصدر دخل معين وثابت، أضف إلى ذلك المصروفات الشخصية، وعدم صرف الإعانة للطلبة البدون أعاق المسيرة الدراسية للكثير منهم، وعلاوة على كل ما ذكرت هناك أيضا ظلم كبير يعاني منه الطلبة البدون بالتطبيقي هو قلة أعداد المقبولين، تخيل أن من بين 11 ألف مقبول يتم قبول 180 طالبا من البدون فقط! مع العلم أن هناك الكثيرين منهم استوفوا الشروط ونسب القبول ولكن لا نعلم ما السبب؟
أخي لا أريد الإطالة، لكننا كما ذكرت مجموعة من الطلبة البدون الدارسين بالتطبيقي تطوعنا وشكلنا (لجنة البدون الطلابية) وسنطالب بما حرمنا منه كطلبة لعلنا نستطيع أن نساهم في إقرار تلك الحقوق لإخوتنا الطلبة البدون، إننا بحاجة لدعمكم وتأييدكم لنا فأنتم (كتاب المقالات) لكم دور كبير بنشر القضايا التي يعاني منها المجتمع، ونحن نود منكم مساعدتنا بنشر قضيتنا من خلال مقالاتكم ونحن واثقون من أنكم لن تبخلوا علينا لأننا من خلال متابعتنا لمقالاتكم لمسنا الجانب الإنساني من خلال ما تكتبون خاصة عندما تتناولون قضية البدون.
أعتذر على الإطالة وأشكر لكم حسن متابعتكم.
المنسق العام للجنة البدون الطلابية.
هكذا انتهت الرسالة وأقول: لن يضيع حق خلفه من يطالب به ويسعى للحصول عليه، ولن يزهق حلم خلفه من يعمل لتحقيقه، وأتمنى من أصحاب الكراسي الوارفة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي سرعة المبادرة، وإعفاء هذه الفئة من الرسميات التي لا تبقي ولا تذر.