موسى المطيري
مازالت أجهزة الدولة الأمنية تواجه حربا مع تجار المخدرات، ولايـزال رجال الإدارات المعنيـة يضيـقون الخناق على جالبي السموم في حرب لا تبقي ولا تذر، حيث يعـمل رجال الإدارة العـامة لمكافحـة المخدرات بجهـود مضـاعفة للنـيل من هذه الفئة الـضالة وهذه الجهود التي يتوجها رجل الادارة الأول العميد الشيخ أحـمد الخليـفـة صاحب اليـد الطولى في بتـر كل يد تحاول مد البلاد بالمخدرات.
وعلى ذكر المخدرات خفت نجم جهة توعوية كانت لهـا صولات وجـولات في التـعريف بآثار المخدرات السلبـيـة وهي لجنة «غـراس» أو مشـروع غـراس التـوعـوي، ذلك المشـروع الذي ينـدرج تحت اللجنة الوطنية للوقـاية من المخدرات الذي كـان في السابق يشكل ضوءا إعلاميا للتعـريف بالمخدرات، إلا أن هذا الضـوء خــفت وكـاد يغـيب رغـم أن هذا المشـروع وبحسب علمي البـسيط ترصد له مـيزانية تتـجاوز المليون دينار سنويا مقسمة على دعم من شركات ومن اللجنة وغيرها من الجهـات، إلا أن هذا المشروع اكتفى في السنوات الماضية بتـقديم بروشورات لا تسمن ولا تغني من جوع، إضافة إلى كتب من نوع «قص ولزق» لمؤلفين يعملون في اللجنة.
والسـؤال الذي يطرح نفـسه الآن حـول مشـروع غـراس هـو مـاذا قــدم هذا المشـروع فـي السنوات الماضـية؟ وما هـي إنجازاته على صـعيـد التوعـية بأخـطار المخدرات؟ وهل يواكـب هذا المشـــروع التطورات والمستجدات على ساحـة الإعلام ومواجهة هذه الآفة؟ وهل ابتكر هذا المشـروع شيئـا جديدا على صعيد الإعلام الفضائي كإنشاء فضائية والتي سمعنا أنها قيـد الإنشاء في كـلام فـقط. هذا إذا علمنا أن هذا المشروع لابد أن يكون الجهة المختصة والوحيدة التي تقدم معلومات وإحصاءات حول المخدرات.
وحـقيـقة الأمـر أن مشـروع «غراس» اخـذ في الاحـتضـار والدليل هو غـيـابه كـجهـة إعـلاميـة وتوعـوية ومرجع مـهم رغم انه يتمـتع بميزانيـة هائلة تمـكنه من أن يؤدي دوره على أكــمل وجـه، ولكن تبقى مـواجهة هذه الآفة منوطة برجـال نسوا طعم النوم وباتوا على خط النار وهم رجال العـميد الشيخ احـمد الخليفـة الذين لابد أن تحول لهم هذه الميزانية لا أن ترصد لمشـروع يغط أصحابه في نوم عميق.
كدت أنسى سؤالا وهو: هل دور مـشروع غراس وقائي أم جنائي حتى يتصـدى لرئاسته رجل يحمل شهادة حقوقية؟