موسى المطيري
عادة لا تخلو تصريحات المسؤولين بجعل البلاد في مصاف الدول المتقدمة وان نلحق بركب العالم الأول وأن نصل الى إرضاء أنفسنا باستخدام التكنولوجيا المتطورة، من الأماني البعيدة عن الواقع، والغريب بل والعجيب ان هؤلاء المسؤولين المتأملين يعيشون معنا على الأرض نفسها، التي نسكن عليها وبالدولة نفسها التي يتمنون تقدمهما ويحملون ذات الأوراق الثبوتية ويشاهدون ما نشاهده ويعرفون ما نعرفه، فبالله عليكم كيف نتقدم ونحن بلد لايزال يعاني مشكلة الكهرباء و«تخرّع» العداد طوال أشهر الصيف؟ وكيف نتقدم ونحن بلد لايزال يجهل ما هو البريد وخدماته التي تطورت في الدول المتقدمة؟ وكيف نتقدم ونحن لايزال فينا من يوقف سيارته عند اشارة المرور ليعلق لوحة إعلانية مكتوبة بخط اليد «ايجار شقة» وكيف نتقدم ونحن فينا من ينزع بلاط الطرق ليعلق لوحة إعلان «عرس»، بل وكيف نتقدم ونحن بلد لايزال المسؤول فيه يستغل منصبه لخدمة نفسه أولا ويمنح سيارات الدولة «للسايق» لتوصيل أولاده للمدرسة؟ وكيف نتقدم ونحن قوم لدينا ضمن أعضاء الأمة من لا يعرفون ما الأمة وكيف نتقدم ونحن نواجه كل عام أزمة دراسية ونقصا حادا في متطلبات العملية التعليمية؟ وكيف نتقدم ونحن بلد لا توجد به وزارة للتخطيط؟ كيف نتقدم ونحن بلد أعداد السيارات به أكثر من أعداد المواطنين، بل هل نستطيع ان نتقدم ونحن في بلد لم يستطع حل مشكلة «البدون» طوال 40 عاما؟
التقدم يا سادة يُبنى على أسس، يبنى على جهود رجال مخلصين رجال يعون حجم المسؤولية، يدفعهم الضمير الحي والأمانة، رجال يسعون لإرضاء الخالق وولي الأمر، بمثل هؤلاء يا سادة نصل للتقدم والوقوف في مصاف الدول.. ولا يبنى التقدم على أمنيات وكلام يُنسى بعد نطقه!