موسى المطيري
غادرنا - جسدا - ولم يعد، وبقيت روحه والكثير من ابتساماته تلوح في صالة التحرير، كل وقع قدم أحسبه هو، كل صوت للسلام يأتي من بعيد أحسبه هو، لم يزل رغم رحيله هنا حيث سار، وألقى السلام، والكثير من ابتساماته.
غادرنا - جسدا - ولم يعد، ولم يترك لنا إلا ذكرا نقيا كنقاء قلبه، ولونه المفضل الذي يرتديه فرحا بفوز ناديه المفضل، كلنا أهلاوية معك إن فاز، كلنا مشجعون نصفق إن أحرز هدفا، أحببناه لكثير حبك إياه.
غادرنا - جسدا - ولم يعد، ذاك المجتهد الذي يحب «الأنباء» كحبه لأحد أفراد أسرته فالعمل العمل حيث كان، يصارع الوقت فيقطعه كل مساء حتى تخرج الجريدة في موعدها دون تأخير.
غادرنا - جسدا - ولم يعد، الأخ الذي عز علينا فراقه، الزميل الذي أوجع قلوبنا بعده، والكريم الذي يسقي الجميع من طيبه، رحمك الله يا «ابوكريم» وأسكنك فسيح جناته، تجمعنا حول قبرك ذاك الصباح ونحن نلهج بدعاء الله تعالى أن يرحمك وان يثبتك عند السؤال، فكانت كل الدموع تنهمر حزنا عليك، لبعدك، طلبا لغفران العزيز الكريم لك.
غادرنا - جسدا - ولم يعد، حيث يقال «ان الناس شهود الله في خلقه» ونحن نشهد الله اننا أحببناك أخا، زميلا، محبا للجميع، فاللهم يا قابل الدعاء ارحم عبدك طارق كمال، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونق خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، إنه عبدك ابن عبدك ناصيته بيدك، ماض فيه حكمك، عدل فيه قضاؤك، فارحمه وتوله أنت الكريم يا رب فالطف بعبدك «أبوكريم».