موسى المطيري
عظيم ان يعرف الانسان حدود الشكر، وكذلك قدر الثناء لله سبحانه وتعالي، وأعظم من ذلك ان يعود الى ربه متى شعر ببعد الإيمان، لأن الانسان بذلك يعود لفطرته التي قُسم قلبه عليها منذ ولادته، فالأرزاق بيده سبحانه وتعالى، ومجرى الحياة بكل ما تحمله من تحديات هي بيده وما على الانسان إلا ان يحدد أي الطرق يختار وفق ما يميل إليه قلبه.
ولهذا لابد ان يعرف ان المصير يتحدد بإرادته وقدرته، كثيرة هي أمنيات الانسان وتطلعاته وفق محيطه، وقد يصل بها الى عنان السماء نظرا لا أكثر، حيث يبقى واقعه مخالفا إن لم يحرك السكون في همته، وان يسعى وهو على قناعة بأن مقسم الأرزاق قد أعطى ووهب، حيث سيبتعد اليأس وستجري في نفسه آمال كثيرة.
والأهم من ذلك ان يعي هذا الكائن ان سبر أغوار الذات من المؤكد له دور في تحديد اتجاهات النفس ومسيرتها عبر معترك الحياة فلا أقل من ان يكون معين ذلك شكرا وحمدا مع كل تلويحة أمل، وان يشاطر نهاية الطريق مع كل مسير بذكر يجدد الحياة في قلبه.
وفي ذلك يقول احد الشعراء الأتقياء أبياتا:
يا الله لك الحمد يا ربي
يا مغني الناس سبحانك
ماني على العز متربي
لكن غنى قلبي بيمانك
لو لقمة العيش تلعبي
يهون أذاها على شانك
عودت إيدي على «تبي»
ما مدها غير لإحسانك
لو تجمع المال وتعبي
يا بنادم الموت ديّناك
فالإنسان مهما تعلق بأستار هذه الحياة فإنه لابد ان يسورها بالحمد والشكر لواهب هذه الحياة، ويذكر ذلك في كل دقائق يومه.
فالحمد لله المعطي، والحمد لله الواهب، والحمد لله الذي أعزنا بدين الإسلام، والحمد لله على أمننا، وأماننا، حيث ذلك يعد من السجود للواحد تجلت قدرته، فكم بنا من إيمان يحتاج لتحريك بسيط حتى ننعم بدفء الحياة.