موسى المطيري
فعلا ماذا سنعمل بعد ازالة الدواوين؟ والى أين سيتجه من كانوا معتادين على تمضية أوقات اللقاءات في هذا المرفق والذي امتد وجوده لسنوات طوال، حيث يجلس به كبار السن في اوقات الصباح وبعد صلاة الفجر، ويتواجد به الشباب في اوقات المساء وتعقد به الاستقبالات والمناسبات؟ وما هي حال كل هؤلاء بعد ان يتم اقتلاع اماكن تجمعهم؟ فهل وضعت الدولة في حساباتها الآثار السلبية لهذا القرار؟ وكيف سيجول الناس بحثا عن مكان للقاء؟ أم هل تريد الدولة ان يتوجه الجميع للمقاهي لشرب الشيشة من اجل ايجاد مكان لتجمعهم؟
القرار وان جاء متأخرا الا انه جاء بعد ان «طاح الفأس بالرأس» فأي تعديات سيتم اصلاحها بعد مضي 30 عاما أو أكثر على وجودها؟ بل ان بعضها تحت غطاء قانوني، فبعض التعديات تحمل تصريحا من البلدية لاقامتها كالحدائق، فأين أجهزة الدولة من هذه المخالفات طوال عقد من الزمن؟ ولم لم تتحرك قراراتها الا في هذه الاوقات؟ وما الدافع الحقيقي وراء كل هذه الجلبة؟ هل هو الاصلاح الذي يدعون؟ ولم جاء اصلاحهم على الدواوين فقط وتناسى ما هو أعم واشمل، حيث التجاوزات والتعديات مترامية الاطراف وفي كل متر تقريبا من الدولة؟
حقيقة الأمر ان هذا القرار أوجد علامات استفهام كثيرة وسيفتح مجالا لتعكير صفو علاقة السلطتين بما ينذر بجو ازمة يلوح في الافق، لاسيما بعد اعلان مواقف نيابية ثابتة من هذه القضية التي لا نعرف الى أين تسير بنا ولمن؟