موسى المطيري
ما نحتاجه بالفعل هذه الايام هو ان نحصل على وقت مستقطع تتم خلاله اعادة ترتيب الاوراق المطروحة واستجماع الافكار بعيدا عن عملية الشد والجذب السياسية التي لم تنفك منها الساحة طوال سنوات، حيث لم نعد نعرف ما هي الاولويات التي يجب ان تضعها السلطتان في حسبانهما للسير نحو الاقرار.
فالمشاهد للحراك السياسي الحالي يجد ان حالة الانفعال بلغت اوجها، فعدد من النواب اطلقوا التهديدات والانفعالات حتى قبل بدء دور الانعقاد، وتحاملوا على انفسهم وعلى الحكومة، وكذلك حكومتنا الرشيدة نجدها في موقف لا تحسد عليه، فهي تنتظر من 4 الى 5 استجوابات قد تنسف بتعطل مسيرة بعض وزرائها، والخطة الخمسية لم يعلن عنها بعد، فالقضايا كثيرة والنوايا اكثر وحديث الحل لايزال يلوح في الافق، حتى قبل ان تلتئم العلاقة بين السلطتين، أفلا يستدعي ذلك وقتا مستقطعا من الجميع لاعادة الحسابات وجدولة الاولويات حتى نعرف ماذا نريد وماذا يريدون وماذا ينتظر هذا البلد في المستقبل القريب؟!
وحقيقة الامر ان القادم من الايام يتطلب تضافر الجهود، وشحذ العزيمة لأن تراكمات المشاكل في هذا البلد في ازدياد، فلا تكاد تخلو قضية من مشكلة ومعضلة ترف حولها نواقيس التقصير، فلا اقل من ان توجه صيحات النواب لها من اجل البحث عن حل واقعي والجميع يعلم اننا في الكويت نعاني من مشاكل صحية ونقص في المستشفيات، وكذلك مشاكل امنية لا حصر لها وقضايا اسكانية متعطلة، والاهم من ذلك تذبذب اقتصادي وانهيار البورصة الاخير وغيرها الكثير من هذه القضايا التي تتطلب تعاون السلطتين مهما كانت العلاقة بينهما لأننا جميعا مللنا من التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وما نريده القليل من العمل، فهل نحن قادرون؟