موسى المطيري
أعجب حقيقة من قرار أعضاء مجلس الأمة عدم تشكيل لجنة لـ «البدون» وكأن هذه القضية التي أكل عليها الدهر في طريقها لحل مرض، وكأن الأعضاء بخطوة عدم تشكيل هذه اللجنة قد ملوا من متابعة «البؤساء» الذين مازالوا يحلمون بورق الانتماء لهذه الأرض، بل والأكثر إيلاما ان الأعضاء في مجلس الأمة وعبر هروبهم من تشكيل هذه اللجنة يبعثون بإشارات «ترى ما لنا شغل فيكم».
فالذي كان موجودا طوال حملات الأعضاء الانتخابية طوال السنوات الماضية يشعر ان قضية البدون ستكون أولى محطات المواجهة مع الحكومة وان حماس المرشحين قبل ان يكونوا أعضاء سيحل مشكلة البدون وانهائها الى ما لا عودة، ولكن الحديث شيء والأفعال شيء آخر، فكم من عضو «أزبد وأرعد» من منابر المقار الانتخابية «وهدد وتوعد» ونسج الخيال لهؤلاء الضعفاء الذين منوا النفس بحل عاجل لقضاياهم وما ان يجلس على الكرسي الأخضر لا يسمع له صوت ولا كأن الأمر يعنيه وما أدل من ذلك الا عدم توصل السلطتين لحل ينهي مأساة هؤلاء المتعلقين بأمل الشعارات التي لم تعد «توكل عيش» هذه الأيام.
وأعجب كذلك من السادة الأفاضل عدم تحريك قانون تجنيس الـ 2000 الذي أقر من سنوات ولم ير النور الا في كشف واحد تقريبا قبل 5 سنوات، حيث ذهب هذا القرار ادراج التناسي النيابي والحكومي، والغريب أيضا ان من بين الأعضاء من أطلق الوعود تلو الوعود لمعالجة قضية البدون التي طال أمد التجاذب بها دون حل.
فكم ستحتاج هذه القضية من وقت آخر حتى يشعر بها أعضاء السلطتين ويقرروا ان كانت تستحق المعالجة أم لا؟ وكم من الجوع سيعيشه أبناء هذه الفئة حتى يوصلوا قضيتهم؟ وكم من العناء سيواجهون حتى يفي الأعضاء بوعودهم لتجنيس من يستحق الانتماء.
جاءتني شكوى عبر البريد الإلكتروني من ولية أمر، تشكو ما حدث معها من تعسف الإخصائية في مدرسة البيرق بمنطقة القرين، وقد أكدت في فحواها ان هذا التصرف يجب ألا يحدث من «تربوية»، وبدورنا نضع هذه الشكوى أمام المسؤولين.