موسى المطيري
«بطيبة أهل الكويت، ورحابة صدورهم، بكرمهم، وشهامتهم، بحبهم للجميع، وهبابة استقبالهم، بهلاهم ومرحبتهم وحياكم، لكم العين سكن قبل الديار»، نقولها لضيوف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول المشاركة في مؤتمر القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الذي يبدأ اليوم على أرض الكويت.
وفي الحقيقة ان هذا المؤتمر الذي يعد له منذ عام كامل، اكتسب أهمية كبرى منذ بداية طرح الفكرة من قبل الكويت وبالتنسيق مع الشقيقة مصر، لكن هذه الأهمية ازدادت مع مرور الأيام الى ان بلغت أقصى مدى مع بدايتها اليوم، ورغم أنها قمة تعنى بالجانب الاقتصادي في المقام الأول، الا ان أحداث غزة فرضت نفسها على هذه القمة بسبب ما يقوم به العدو الصهيوني من اعتداءات وحشية على أشقائنا هناك، مستخدما أشد الأسلحة فتكا، بل والمحرم منها دوليا للقضاء على الشعب الأعزل، ليقضي على الأخضر واليابس هناك، لا يرى أمامه الا الأطفال والنساء فيحصدهم بداعي أنه يستهدف الإرهابيين.
ولاشك ان هذه الأحداث أعطت هذه القمة مسؤولية كبيرة تجاه الشعب الفلسطيني وكذلك الشعوب العربية والاسلامية، حيث بدأ الجميع يتطلع الى نتائجها أملا في بلورة موقف عربي موحد تجاه التعامل مع ذلك العدوان الاسرائيلي الوحشي، وكما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في وصفه للحالة العربية الآن «ان المركب العربي يغرق والأمل في قمة الكويت لإنقاذه».
وهل يمكن تبني مقترح عقد اتفاقية للدفاع العربي المشترك وإنشاء جيش عربي قوي يكون ذراعا قوية للدول العربية، لإقرار السلام وردع أي معتد يفكر في الاعتداء على أي دولة عربية، خاصة ان القوة أصبحت ضرورية لتعزيز منطق السلام وفرضه بعدالة ودون نقصان، كما أن السلام الذي ننشده يحتاج الى قوة تحميه وتعززه.
ولا شك في أن هذه الفكرة أصبحت ضرورية في ظل ما نراه من تحيز أعمى لمجلس الأمن أمام الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل، وإذا كان عدونا يتعامل بهذا الأسلوب الهمجي اعتقادا منه بأنه فوق القانون، فهل نقف أمام جرائم الحرب المرتكبة ضد أشقائنا في غزة مكتوفي الأيدي، في انتظار قرار غير ملزم من المنظمة الدولية؟!
لقد شاءت الأقدار أن يتزامن عقد القمة الاقتصادية مع هذه الأحداث على أرض الصداقة والسلام، أرضنا الحبيبة الكويت، بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي ليس غريبا على سموه ان يحدد المسار الأهم لسفينة العرب ويصل بها إلى بر الأمان، لما يتمتع به سموه من دراية وحكمة ورجاحة رأي في كل المجالات.
ورغم طموحاتنا وآمالنا بالخروج بموقف قوي موحد تجاه هذه الأحداث، الا اننا ايضا نطمح الى تحقيق القمة لأهدافها التي وضعت لها منذ البداية والتي تركز على ايجاد التكامل الاقتصادي بين الدول العربية وانجاز المشاريع المشتركة للارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي من خلال المحاور التي أعلنت عنها الوفود المشاركة منذ أيام.
ولا يسعنا الا ان نجدد الترحيب بضيوف الكويت الكبار، ونقول لهم أهلا ومرحبا بكم ضيوفا أعزاء في بلدكم الكويت، متمنين لكم طيب الإقامة، وحسن الانجاز لما فيه الخير للشعوب العربية ولديننا الإسلامي، وثبات مواقفنا على الحق.