موسى المطيري
لست من الداعين الى وضع عمل واداء مجلس الامة ضمن خانة التأزيم لأنني ارى ان مجلس الامة ومهما تباينت وجهات النظر حول ادائه يحقق توازنا في اداء العمل السياسي لضرورة وجوده وضرورة كونه مؤسسة توصل صوت الامة وتنادي باسم الشعب، وهو ما حدده الدستور وتعارفت عليه الحياة الديموقراطية في الكويت، والغريب ان البعض بدأ يقلل من دور واداء المجلس ويتهمه بالتأزيم وخلق المشكلات التي ادت الى توقف التنمية في البلد، وهو امر مرفوض حتى وان تباطأ اداء بعض الاعضاء الممثلين للامة او انحرف اداؤهم، الا ان هذا لا يعني ان مجلس الامة اصبح اقل اهمية لأنه صمام الامان ـ بعد الله ـ للحافظة على المكتسبات الشعبية وصون حقوق الامة.
ولهذا فإن اهمية عمل المجلس تكمن في اداء نوابه من جهة، ومن جهة اخرى في تعاون الحكومة، بل تنفيذها كونها سلطة تنفيذية لتشريعات المجلس، وهذا ان تحقق فإنه سيحسن الاداء العام للحياة بمختلف اوجهها في البلد، اما اذ حدث العكس، اي تعارض اداء الحكومة مع اداء المجلس واختلفت وجهات النظر في كون السلطتين تتقاطعان في السلطات، فإن ذلك سيخلق ما نحن فيه الآن من صراع مستمر واختلاف دائم لا نعرف الى اين سيصل بنا والى اي المرافئ سنرسو، حيث من الملاحظ الآن ان الحكومة بترددها وخوفها من المضي قدما في مهمتها الاساسية وهي «التنفيذ» بدأت تفقد تناغم العمل السياسي وهي الملومة على ذلك، ومن الادلة على ما حدث من فوضى حول «الداو» والذي خلط اوراق العمل السياسي، سواء في الموافقة دون دراسة او الالغاء في تنازل واضح عن مشروع حيوي ومهم كان ينقصه ان تكون الحكومة ذات ثقة حتى تكشف هل هي مع ام ضد المشروع لأن المتابع الى الآن لا يعرف ما وجهة نظر الحكومة في هذا المشروع حتى بعد رفضه، وهو امر بكل المقاييس يدعو للاستغراب والضحك احيانا.
وحقيقة الامر ان مجلس الامة هو ملاذنا بعد الله نحن المواطنين، وهو ما نتعلق به وسط هذا الصراع الدائر في قوتنا، وتكمن اهميته اننا نصل عبره الى حق ونطول به حقيقة، ومهما اختلف او تذبذب اداء الاعضاء، فالاصلاح يكمن في ايدينا باخراج العضو الذي ندون حوله ملاحظات ونأتي بآخر نعلق عليه آمالا كبارا في تحقيق عمل برلماني متكامل، وهو الامر الذي بدأ يغيب عنا كثيرا هذه الايام، لأن الذاكرة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المواقف ولم تعد تسجل من يمثلنا ومن يمثل علينا، ورغم ذلك مازلت انادي بضرورة وجود هذا المجلس ومحو اي فكرة تصفه بالتأزيم، لأن التأزيم يأتي بشكل متواز مع الاداء الحكومي ـ ان كان ـ وهو امر لابد ان يعيه جميع المتشائمين من وجود مجلس الامة.
حدث في مستوصف تيماء
هاتفني احد الاصدقاء مستاء من مشهد فوضوي حدث امامه يعكس مدى السوء الذي يعتري الوضع الصحي في بعض المستوصفات، ويقول الصديق انه واثناء علاج احد اطفاله في مستوصف تيماء واثناء ذهابه للصيدلية لصرف العلاج فوجئ بتكدس المرضى امام «شباكها» ليتبين ان الاخ الصيدلي ترك العيادة وذهب للاكل وامام مرأى جميع المتواجدين في المستوصف، ولدى سؤال البعض ممن كانوا ينتظرون حيث صعقوا من رد الصيدلي و«عناده» وقوله انه الآن في فترة عشاء ولن يعمل حتى ينهي عشاءه، واستمر الحال لمدة نصف ساعة وسط تذمر وأسف المراجعين على آلية العمل، ومنا الى الوزير النائب روضان الروضان.