موسى المطيري
في وطني كل شيء بات محبطا، وكل محبط يزداد، في وطني الكل يحب المصلحة العامة، والمصلحة العامة بريئة منهم، في وطني مجلس للأمة، والأمة لا تعلم عنه، في وطني حكومة مترددة، والتردد أوهنها، في وطني خبراء دستوريون أكثر من الشعب، والشعب جائع، في وطني مليون مدين، والمديونية عند الإفتاء، في وطني كل شيء يحتاج للجنة تحقيق، واللجنة بعد شهر تنسى.
هذا وطني وهذا حالنا فهل تعرفتم علينا، ففي كل زوايا الوطن هم، وفي كل مكان وجع، وفي كل «مسج» سجال نيابي، فهل من مزيد لهذا التشنج الذي نعيشه؟ فلا نعرف متى سنواجه الأزمة الاقتصادية التي بدأت تعصف بأصحاب الدخول البسيطة، ولا نعرف متى يتم الانتهاء من الاستجوابات والى أي الاتجاهات ستسلك، ولا نعرف متى سيقر المجلس المهن الشاقة للمعلمين الذي راوح مكانه لأكثر من 6 سنوات في لجانه؟ ولا نعرف متى ستكشف حقائق لجان التحقيق التي شكلت منذ سنوات، ولا نعرف متى سيفتتح مستشفى جابر ومتى ينطلق العمل فيه؟ ففي وطني «الهون ابرك ما يهون» والدعوة «ماشية ع البركة» والله يستر.
في وطني ارتفع عدد المحللين السياسيين وازدادت نسبة النشطاء به، فالكل يتحدث عن الأزمة والكل يعالج الوضع، والكل ينظر في أفق العلاقة بين السلطتين وينطق بما تجود به قريحته، فلا أبسط من ندوة يهرولون بها نحو «فلاشات» المصورين، و«شوية صراخ» وتنام بـ «مردان» الحكومة وتعد بكشف المزيد من المفاجأة لتكون في ركب السائرين نحو «صور البورتريهات» وبعدها يشار لك بالبنان ويصير تنزل الانتخابات.
في وطني قل المطر، وازداد الغبار، وارتفع الغلاء، وتكررت الاعتداءات الجنسية في المدارس وارتفع معدل الإجرام، فهل نحن متشائمون؟! في وطني «ناس يبون الحياة» بدون ومازالوا دون هوية أو انتماء والمضحك أنهم ولدوا في وطني وماتوا لوطني فهل يحتاجون لأكثر من هذا حتى يكونوا مواطنين؟! فرحماك ربي بوطني فلم يعد يحتمل المزيد من الإحباط، والتردد، والتشنج، رفقا به أيها الكبار فلم يعد يحتمل المزيد، فرفقا به وبنا.