مع بداية انتقالي للعمل في القسم البرلماني وبدء مرحلة متابعتي وتغطيتي الصحافية لجلسات ولجان مجلس الامة، والتي كانت في بداية عام 2000، حيث كان المغفور له جاسم الخرافي رئيسا للمجلس، ولأننا صحافيون كنا دوما نبحث عن خبر او بالأحرى «مانشيت» لعدد غد وهو هاجس كل صحافي يعمل في بلاط صاحبة الجلالة، ولأنه يعلم هواجسنا ويقدر تعبنا في الانتظار اليومي لفترات تصل لما بعد العصر، فقد كان يخرج لنا رئيس مجلس الامة في بهو المجلس في طريقه للخروج، وكان ما ان يقبل علينا حتى تبدو على محياه الابتسامة التي لم تفارقه مع تلاطم امواج السياسة العاتية او مع هدوئه حتى يبادر الاعلاميين الذين ما ان يصل حتى يحيطوا به في تلهف يغلب عليه الطابع الاخوي والأحاديث التي ظاهرها «الدردشة» من قبلنا وباطنها المهنية في البحث عن الخبر.
رحم الله رئيس مجلس الامة الاسبق جاسم محمد الخرافي الذي رحل عن دنيانا الفانية تاركا ارثا سياسيا حافلا جنّب البلاد العديد من الازمات وتاركا خلفه ايادي بيضاء في العمل الخيري الناصع، وهو احد مقدمي اقتراح انشاء بيت الزكاة الكويتي عام 1981 ضمن 5 نواب تقدموا بهذا الاقتراح، كما ساهم وأسس «وقف» طباعة القرآن الكريم للمسلمين الجدد.
فرحم الله أبا عبدالمحسن رحمة واسعة، وغفر الله له ما تقدم وما تأخر، وأجزل له العطاء فيما قدم، وألهم ذويه الصبر والسلوان وأحسن الله عزاءهم.
[email protected]