دخلت علينا بعض العادات والمظاهر في أماكن التجمعات والأسواق وخاصة لفئة الشباب، والتي غالبا ما تكون بعيدة عن قيم وتقاليد مجتمعنا المحافظ سواء في المجلس أو في المظهر العام لهم حتى باتت هذه الظواهر واقعا يشكل مشهدا مألوفا، فبعض الشباب لم يعد يبالي بحدود المجتمع الرافض لهذه المظاهر فتراهم يرتدون ملابس تظهر أجسامهم بغية الاستعراض أمام الناس، والآخرون تراهم يتحادثون بأصوات عالية، وآخرون لا يعطون الطريق حقه خلال سيرهم داخل أروقة الأسواق، في سلوكيات تتطلب وقفة جادة من قبل وزارات الدولة ومؤسساتها المدنية المعنية بتهذيب هذه المظاهر والسلوكيات.
اتصل بي صديق قبل فترة ونقل لي بعضا مما شاهد في أحد المولات من سلوكيات لبعض الشباب من المراهقين ولم يستثن كذلك بعض الفتيات، والذين يختلفون كليا عن جيل الثمانينيات والتسعينيات الذين كان الحياء لديهم وكانت الأخلاق تحيط بهم، فقال لي: شاهدت بعض المراهقين وهم يدخنون من دون مبالاة والبعض الآخر يسير كأنه يمتلك المجمع فتراه يصرخ ويغني غير عابئ بالموجودين، وتأسف صاحبي لأحوال الجيل الحالي الذي أنهك تفكيره وسائل الاتصال الحديث ومشاهدة الأفلام العنيفة وغيرها والبعد عن طاعة الرحمن. وحقيقة الأمر، إن تهذيب السلوك أو زرع الحياء في نفوس الأبناء أول ما يبدأ من التربية داخل الأسرة، فهي الساقي لكل قيم نبيلة وأخلاق عفيفة، ومن ثم يأتي دور المدرسة في مواصلة تنمية هذه الغرسة في تعليم الجيل الحالي أهمية التمسك بالقيم والأخلاق والاندماج بالمجتمع وفق حدود الدين والحياء والعادات، وما نرجوه هو ان تكثف أجهزة الدولة رسائل التوعية بضرورة تعريف الأبناء بالأخلاق الحميدة وتنبيههم الى عادات وتقاليد مجتمعنا الإسلامي وان ينتبه الشباب الى ضرورة الوعي بأن الرجولة في الخُلق وليست في الشكل.
[email protected]