مشاعر الفقد وغياب الأحباب أمر مؤلم، ومحزن أيضا، فعندما كنا في عمر الطفولة كنا لا نشعر بمن رحل، ولا نعلم حتى متى، فلقد توفي أجدادنا ولا نذكر إلا بقايا ملامحهم ولا نعلم ونحن صغار أبكينا أم أننا أكملنا ما كنا نلهو به، ومع الكبر بدأت تتضح ملامح الفقد وتظهر على تقاسيم المشاعر، ففي هذا العام وتحديدا في الأشهر الثلاثة الأخيرة التي مرت فقدت خمسة أقرباء اعزاء علي وفي كل مرة أردد (إنا لله وإنا إليه راجعون)، فبعد وفاة عمتي بيوم فجعنا بوفاة جدتي ولم تكد تجف دموع حزن العائلة حتى توفيت ابنة عمي لتلحقها بعد أيام عمتي الأخرى لتأتي الفاجعة الأخرى بوفاة خالي قبل أيام.. رحمهم الله جميعا وغفر لهم.
وما يهون الأمر اننا مؤمنون راضون بقضاء الله وقدره، محتسبون للأجر، ونعلم جيدا ان الله سبحانه إذا أحب عبدا من عباده ابتلاه، فصبرا يا عائلتي على هذه الأحزان والتي هي من عند الله ليعلم اننا مؤمنون به راضون بحكمه.
فالله سبحانه كريم اذا أعطى وكريم اذا اصطفى عباده بالصبر والطاعة فله الأمر في القضاء والقدر ولنا الصبر على ما قضى وقدر، فالموت محطة لا بد منها في رحلة العمر وهي هينة اذا ما علمنا ان من توفاهم الله مؤمنون مصلون صائمون، وما يحزنني انني أشاهد ملامح الحزن والفقد في عيون أسرتي الكبيرة بعد هذه الوفيات، وما يهون هذا الأمر هو التفاف الأصدقاء والأقرباء والجيران في تخفيف هذا المصاب والتكاتف الذي يزيح قليلا من عتمة الألم الذي أصابنا، ودائما ما نردد، ولله الحمد، في كل وفاة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون».
فاللهم أجرنا في مصائبنا واخلف لنا خيرا منها، فلك ما تأخذ ولك ما تعطي وكل شيء عندك بأجل مسمى.
[email protected]