بين وقت وآخر تظهر أصوات من هنا وهناك تنتقد لبس المرأة للنقاب في المجتمع الكويتي، والغريب ان اصحاب هذه الاصوات هم من حاملي لواء الحرية، اي انهم يطالبون بأن تكون للفرد حرية الحياة، لكنهم عند هذه الرؤية تتوقف مبادئهم ويتضادون في موقف يثير الشفقة لكونه يخالف توجها عاما في المجتمع الكويتي من جهة، ومن جهة اخرى هم يخالفون ما يعتنقون ويفكرون فيه، والا فكيف - وهم دعاة للحرية - ان ينتهكوا حرية الاخرين برفضهم لهذا التصرف الذي يعتبر من يعتنقه حراً فيه.
وبعيدا عن «خزعبلات» هذه الاصوات التي تنام ثم تصحو فجأة فان النقاب يعتبر حرية شخصية قبل ان يكون لبسه واجبا ومستحبا في عدد من المذاهب الفقهية في الشريعة الاسلامية، ولا ادل على ذلك من قول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) سورة الأحزاب الآية: 51.
ولقد قرر أشهر المفسرين أن معنى الآية هو: الأمر بتغطية الوجه، والدلائل على ذلك كثيرة في القرآن والسنة النبوية، لمن اراد التوسع في التأكيد.
وحقيقة الامر ان هذه الاصوات التي بدأت تتفاخر، خاصة في هذه الاوقات، وفي ظل وجود هذا المجلس ما هي الا مناورات لما هو مراد منهم، وهو وقف العمل بقانون الاختلاط في الجامعات والمعاهد، وهو امر بعيد المنال عليهم، لكون القانون تم اقراره، وتم تطبيقه، ولا رجعة في تعديل أي من قوانينه.
واخيرا فإن الدعوات لانتقاد ارتداء النقاب التي نسمعها همسا ما هي الا عقد نفسية في بواطن اصحابها المتحررين، والذين يراقبون الناس فيما يفعلون من امور احلت لهم، ويتغافلون عن نواهٍ أحلوها لانفسهم، وهذا والله الذي يعيشونه ليس الا الاضطراب، انهم متقلبون ليسوا الى هؤلاء وليسوا الى هؤلاء. وبصريح العبارة اقولها لهم: النقاب حرية شخصية، وارتداؤه جاء عن قناعة، وليس فرضا كما تدعون من امير القبيلة.
ونصيحتي لكم: انشغلوا بإصلاح انفسكم اولا، ولا تتعدوا على حريات الآخرين، يا دعاة الحرية!
[email protected]