في الكويت ثلاثة منافذ حدودية برية فقط ولكل منفذ منها طريق يؤدي له، فمثلا النويصيب الذي يربط الكويت بالمملكة العربية السعودية من ناحية الجنوب يجد الاهتمام الكافي بحيث تتكاثر فيه محطات الوقود، وتم وضع حاجز بين الطريق القادم والمؤدي للمنفذ، ولا تكاد تشعر في ارتياده بأي وحشة، ولا يختلف في ذلك خط العبدلي الذي يصل للعراق في الجهة الشمالية من حيث الاهتمام، ووحده خط السالمي المنسي بين هذين الخطين، حيث إن طريق السالمي فقد من خارطة اهتمام الدولة أو لنكن أقل قسوة فقد من دائرة الاهتمام الحكومي فهو خط يمتد لمسافة 100 كيلو تقريبا لا توجد به استراحة واحدة للمسافرين ولا مطاعم أو خدمات، وهو طريق مفتوح دون حواجز، ما يشكل خطرا على مرتاديه والغريب أن الطريق من بدايته حتى نهايته لا توجد به إلا محطة تزود واحدة فقط «وانت وحظك إذا شغالة أو لا».
فطريق السالمي يعتبر من الطرق الحيوية الذي يرتاده الآلاف يوميا، وهو محطة عبور للراغبين في السفر للمملكة العربية السعودية ومنها للأردن ومصر وكثير من الدول الأخرى، حيث ومن مشاهداتي فإن هذا الطريق منسي وتلعب به «رمال السافي» بشكل متكرر وظلام نور الإضاءة فيه بسبب عدم متابعة صيانة أعمدة الإنارة أكثر من المضاء فيه، ودائما ما يتسبب ذلك في حوادث مرورية متكررة أودت بحياة الكثيرين من مرتاديه بسبب الرعي الجائر والإهمال في ترك الجمال تعيث رعبا على كتفيه دون رادع أمني أو متابعة، ويزيد في رعب الطريق الظلام الدامس الذي يعانيه بسبب عدم صيانة أعمدة الإنارة، حيث إن الشيء الوحيد الذي يعمل بكل كفاءة ومتابعة هو كاميرات المرور المنتشرة به والتي ترصد السرعة وكأن الجهات الحكومية تهتم بالعقاب فقط دون توفير سبل الأمان، وهو ما يدعو للاستغراب والاستنكار.
وحقيقة الأمر أن هذا الطريق يحتاج إلى اهتمام ورعاية و«دلع» أسوة بشقيقيه في طريقي النويصيب والعبدلي، وهو أمر لا يحتاج إلى لجان وزارية، بل إلى قرار جاد من قبل وزارة الأشغال والبلدية والتجارة للعمل على توفير أبسط وسائل الأمان والراحة.
[email protected]
mousabotafra@