أصبحت الكتابة في الشأن السياسي تشكل عبئا لعدم الرغبة في التطرق الى ما تشهده الساحة السياسية في الكويت بسبب استمرار ادعاء الجانبين الحكومي والتشريعي بأن كلا منهم هو الأفضل أداء، فالحكومة تدعي الصلاح والمجلس يدعي الإصلاح والأيام والسنوات الماضية جعلتني أتأكد من أنه لا صلاح ولا إصلاح يلوحان في الأفق فالمشاكل والقضايا المعلقة لم تزل هي ذاتها، والقرارات والقوانين التي نودي بإقرارها لم تزل حبرا على ورق، ورغم كل امكانات التفوق التي يمتلكها بلدي إلا أن لعبة «شد الحبل» التي يمارسها نواب مجلس الأمة والحكومة هي اللعبة السائدة فلكل منهم غاية في نفسه ولكل منهم ما يبتغيه، وما زلنا نحن كمواطنين نضع ثقتنا بهم لنتجاوز أيا من تلك العقبات التي تواجه ما يلامس حياتنا اليومية في ارتباطنا بالجهات التعليمية والصحية والأمنية، حتى الاستقرار المطلوب لحياة الأسرة التي تواجه ديون القروض وارتفاع المساكن وغيرها الكثير من المشكلات التي تتردد على مسامعنا بشكل مستمر.
فبلد مثل الكويت يمتلك كل تلك المقومات الهائلة المالية للدولة والإمكانية للشعب لا بد ان يكون أفضل حالا مما هو عليه الآن، ولم تزل تطلعات البسطاء من الشعب ان تكون عيشتهم كريمة وحياتهم هانئة بعيدا عن تجاذب السياسة التي تهدف الى تحقيق الانتصارات الشخصية ليست إلا، فالبلد الطيب الذي نعيش فيه لا يستحق ان يعامل بهذا الشكل من صانعي القرار.
وما يزيد الحزن والأسى ما حدث خلال الأيام الماضية من عدم رفع علم الكويت في المحافل الدولية ودموع الرياضيين التي عكست واقع الألم في نفوسهم وهو والله انعكاس بيّن لتجاذب المصالح الشخصية على حب الوطن، فالكويت بلد طيب لا يستحق منا الا التضحية من أجله فالبعض يشد «القرص» لناره غير مبالٍ بمن حوله في نهج «إن لم تكن ضدي فأنت بكل الأحوال ضدي»!
والغريب في الأمر كله انك حين تنتقد بعضهم بأي نوع من الانتقاد ولو كان قليلا يخرجونك من الملة وكأنهم معصومون من الخطأ وكأن ما يقومون به هو الفتح المبين، ولهذا صموا اذانهم عن الجانب الآخر، ووضعوا امامهم صورا لهم يعلوها التباهي ضاربين بعرض الحائط النداءات الصادقة، وهو والله نهج غريب سنه أحدهم وهام به الباقون!
فيا سادة انتم مخطئون وتسيرون في درب التردي في بلد ما زال ينتظر منكم ومنا المزيد أفلا تعقلون؟!
[email protected]