لم يجد واضعو المناهج في وزارة التربية غير منهج التربية الموسيقية ليحققوا فيه تنامي الدين الإسلامي حينما تصدرت عباراتهم تلك أحد كتب الموسيقى، حيث جاءت مقدمة الكتاب الخاصة بشرح أهداف هذه المادة تحت بند الأهداف المعرفية انه «من خلال مادة التربية الموسيقية ننمي الإيمان بمبادئ الدين الإسلامي» ولم تقف الأهداف عند هذا الحد، بل تجاوزته الى الأهداف الوجدانية حيث عُرفت في نفس مقدمة الكتاب بأنها «تعزز الانتماء للوطن وللأمة العربية والعالم الإسلامي».
وبعيدا عن قرع طبول الانتقاد وتسليط سهام البعد أو القرب من الدين فإن أي عاقل ما ان تحاول ان تشرح له ان الموسيقى تنمي الإيمان الإسلامي بلا شك سيرفض هذا المنطق إذا لم يحسبك خارج الملة قبل رفضه، فبالله عليكم يا موجهي مادة التربية الموسيقية كيف سقتم تبريركم الذي تصدر هذا الكتاب وكيف جئتم به؟
«الموسيقى تنمي الدين الإسلامي» عجيب أمر هذا الهدف والذي يوحي ببعد لا يعلمه إلا الله وإلا فكيف يجرؤ واضعو المنهج على الاتيان به «الموسيقى عاد»!
فهل من المعقول يا سادة ان يتم وضع مثل هذه الأهداف لطلبة في مدارس الكويت ويتم زرع ذلك في تربيتهم التعليمية عبر تعريفهم بأن الموسيقى تعزز وتنمي الدين الإسلامي، والى جهابذة وزارة التربية أقوال العلماء في الموسيقى، حيث قال أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز «الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية «مذهب الأئمة الأربعة ان آلات اللهو كلها حرام» وقال في موضع آخر «المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعله حميا الكؤوس». وكذلك قال الألباني، رحمه الله، ان المذاهب الأربعة اتفقت على تحريم آلات الطرب كلها.
فكيف بالله عليكم يدرس أبناؤنا في مراحلهم التعليمية ان من أهداف المادة الموسيقية تنمية الدين الإسلامي، أليس ذلك من السماجة والهرج؟
وعبر هذا المقال أطالب وأدعو وزيرة التربية الى اعادة النظر بهذا الكتاب وسحبه وتغيير ما به من أهداف رغم رفضنا لهذه المادة أساسا، فاللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
[email protected]