[email protected]
لم أحمل القلم منذ مدة لأنني لم أجد ما يُكتب، فتكرار الأوضاع وإعادة المشاهد بات على ما هو عليه، فدوليا لايزال القتل سيد الموقف في سورية، ولايزال التخاذل الدولي والعربي حليف كل بوادر إيجاد الحلول لهذه القضية التي طالت، ومحليا عادت الأزمات السياسية الى السطح، فهاهو استجواب جديد وإن كان مستحقا من وجهة نظري، إلا أنه سيضع المزيد من «العصي» في دولاب العلاقة بين السلطتين، وحقيقة الأمر ان الكتابة أحيانا تحتاج لشحذ الفكرة التي تأتي من انعكاس الاحداث لنقدها أحيانا أو للإشادة، وقليل من ذاك وهذا يكون الواقع الحرفي للمقالة، فمرور الكاتب بمتغيرات كثيرة يصقل التجربة ويشذب المفردات للوصول الى الرضا الذاتي عما تجود به المحبرة، فهم القلم أكبر من الفكرة أحيانا وذلك لتكونها داخل العقل مع صعوبة سكبها على الورق، وفي ظل ما نواجهه يوميا من أحداث دولية وعربية ومحلية تبقى الفكر ومعين المقالة في تجدد دائم، فالأحداث كثيرة لكي تنهل منها ما يُكوّن ما تكتب لتعرض بضاعتك أمام القراء.
وهم الكتابة أحيانا يكون ثقيلا جدا لصعوبة جعل القارئ يرتبط فكرا وانتباها مع حروفك الأولى للوصول الى نقطة النهاية دون انقطاع ذهني عما تريد إيصاله، وأهم من ذاك هو الابتعاد عن فجوة الانتقال من فقرة لأخرى لأنه متى ما شعر القارئ بوجود هذه الفجوة فإنه سرعان ما سيمل وستبتعد عينه ليقلب الصفحة، فالكتابة لابد أن تكون آسرة وجاذبة وتوصل وتصل في آن واحد.
ومهما يكن من أمر فإن الكتابة ومواضيعها متعة متعبة في كل حالاتها، ويخالطها لذة النشر حين تولد على صدر الصفحة، والكتابة لمن لا يعرف شعورها هي حالة من الانعكاس المضيء لخبرات تخلق لتكون نورا يحمله حبر القلم لتصل إلى العقول.