لا تقف السنون عند حد، ومرورها مع الوقت يكدس الذكريات في العقل، فالتذكر والعودة لأيام مضت من الأشياء الجميلة، وقبل أيام عادت بي الذكريات لثلاثين عاما مضت، عندما اجتمعت مع مجموعة من أصدقائي القدامى في جلسة لم تخل من «تذكر يوم سوينا» فكانت الأحاديث أشبه برحلة مجانية للعودة للماضي الجميل، حيث كنا لا هم لنا سوى قضاء الوقت بأجمل ما فيه من فرح فلا كنا نعرف هموم السياسة، ومسؤوليات العمل، والانشغال بالأولاد، وطلبات الزوجات، كنا نلتقي كل يوم في ديوانية «سعد البدهان» بالعارضية، حيث كانت هذه الديوانية موطنا لنا جرت الأحاديث ورسمت الأحلام، وصُنع فيها الأحرار، وتعاون على أن نتكون، ولم يخل الاجتماع من الطموح، ففي ديوانية العارضية كنا نجلس بالساعات ولم تكن بيدنا هواتف ذكية تلهينا عن قضاء أجمل الأوقات ولم تكن هناك «متابعة ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي من سمين الكلام وغثه، كانت أوقاتنا لنا نعيشها كيفما نريد، وكانت مسابقة «البيبي فوت» من الأشياء المحببة، اجتمعنا لسنوات وتفرقنا بعدها، كل راح يبحث عن نفسه، حتى أصبح منا اليوم من هو جد ينتظر أحفاده، ومن هو ضابط يتابع القضايا ومن هو دكتور يعلم الأجيال في صروح التعليم، ومن هو تقاعد بعد مسيرة حياة حافلة بالاجتهاد، اجتمعنا ذلك اليوم لنعيد شريط الذكريات، والسفرات والمواقف، تذكرنا كيف كنا جيلا بسيطا يحلم بأن يعيش بكل ما أوتي من إصرار وفرح كنا على قلب واحد، الضعيف يجد العون من القوي والمحتاج يجد العون من القادر، فمرت السنون وكبرنا وتفرقت وكلٌ راح يبني مستقبله وأسرته، فإلى أصدقائي واخواني وربعي.. عبدالله الدسم، سعد البدهان، سعد العجمي، صالح الخنة، أحمد العنزي، مشعل الزارع، مشعل العدواني، موسى الركيبي، د.يوسف المطيري، محمد البواب ، جاسر خليف، مطلق الناجي، فهد العجمي، أحمد عايد، محمد بن عميش» شكرا لكم، شكرا لبقائكم كل هذه السنين، شكرا للذكريات الجميلة التي تخزنت بالذاكرة طوال هذه السنوات، ورغم تجاذب السنين إلا أن المعدن الأصيل فينا لم يزل، ولم تزل علاقتنا وترابطنا هي الباقية وهي نتاج صفاء قلوبكم وأرواحكم.
[email protected]