أؤيد ممارسة النواب لحقهم الرقابي وتفعيلهم لمواد الدستور عبر انتقاد الحكومة وسؤالها عن أعمالها واستجواب وزرائها كون ذلك لب الديموقراطية ومنهاجها القويم والذي أوضحه المشرع وأوصى به ولكن!
وهنا يأتي السؤال الأهم وهو هل تقديم الرقابة على التشريع هو الأنسب لهذه المرحلة التي تمر على الكويت، وهل التمسك بطرف من الاختصاص واغفال الآخر يعد مناسبا للوقت الحالي وهو الوقت الذي يحتاج فيه الوطن احتياجا شديدا لسن تشريعات تحرك المياه الراكدة والتي طال توقفها لسنوات في العديد من القطاعات المرتبطة بالبشر، حيث كان ولابد ان يبدي نواب الأمة نوعا من المرونة والاتزان في فرض الاختصاصات كون مجلس الأمة ذا أربع سنوات وهو عمر يكفي لمعرفةأي الأدوار أهم للمرحلة الآنية التي تمر بها البلاد كون الجميع مجمعا على ضرورة تفعيل الدور التشريعي وتقديمه على أي جهد، حيث، ومع تفهمنا الكامل للنواب في ممارسة حقهم، كان من الأجدى البحث عن حل وسن قانون للعديد من المشاكل فأيهما أنسب إلزام الحكومة بقرار إنشاء مستشفيات في كل محافظة مستشفى أم الاستجواب؟! وأيهما أجدى سن قانون لتخفيف الزحام المروري الذي «دوخ» قائدي المركبات أم الاستجواب؟! وأيهما أجدى سن قانون لبناء مساكن جديدة تنهي طوابير الإسكان أم الاستجواب؟! وأيهما أجدى حفظ الأمن داخليا وخارجيا أم الاستجواب؟!
وحقيقة الأمر انه ومع وجود الكثير من علامات الاستفهام حول الأداء الحكومي إلا انها تبقى «حكومة الكويت» وهي التي تنفذ فلا أقل من ان يتم اعطاؤها سنة عمل بعد ان قدمت برنامجها الزمني وان تتم المحاسبة وفقا لأدائها وتطبيقها لهذا البرنامج لا ان يتم تقديم ما سوى ذلك وندخل في نفق الاستجوابات من جديد، وهذا «يهدد» وذاك «يتوعد» ونحن لم نبدأ حتى بالمسير.
فالكويت بحاجة لكل يوم من أجل استرجاع ما فات فكم ضاع من وقت دون انجاز، فالسلطة بين النواب والحكومة، والشعب مازال ينتظر ويتفرج ويتحسر أحيانا على ما يجري، فمتى يا سادة تقدمون الكويت على الأهواء وتجعلون الهم للمعالجة الشاملة وليست الشخصية، حيث مازلنا نقول «عطوا الحكومة فرصة» ورغم اخطائها فإن الكويت تستحق ودعوا المحاسبة بعد عام من الآن لأن لديكم أربع سنوات «بحالها» ولو تبون استجوبوا كل يوم وزير وصعدوهم المنصة هذا صاعد وهذا نازل بس الأهم عطوها فرصة خلوها «تركب الخط» وشوفوا بعدين فقد بتنا بحاجة الى قوانين وليس استجوابات تعطل البلد وتزيد من حالة التطاحن، فالهدوء الهدوء يا سادة هو ما نحتاج للعمل والانجاز والتقدم بعد ذلك.
[email protected]