Note: English translation is not 100% accurate
يوم في «الصمان»
السبت
2007/2/10
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : موسى أبو طفره
موسى المطيري
تمكنت قبل أيام من سرقة يوم كامل من هذا التعب المحيط، حيث اتجهت براحتي إلى مراتع «الصمان» في المملكة العربية السعودية، وهي منطقة برية تحتضن بعض القرى والمناطق المتناثرة على طول هذه المساحة البرية الكبيرة، ورغم أنني لست بغريب على هذه الأرض إلا أنني بدوت وكأنني أطأ المكان لأول مرة، حيث جمال الخضرة المتناثرة على طول الطريق منذ تقاطع «الدبية» حتى وصولي لمنطقة «اللصافة» وهي المنطقة التي تحيط بها جبال شاهقة، حيث لا تستطيع بلوغها إلا بالصعود بالسيارة مسافة طويلة ثم النزول إليها في منظر يأسر القلب.
وخلال هذه الجولة التي استمرت ليوم واحد فقط استطعت المشي لأكثر من 10 كيلومترات وسط الأراضي الخضراء والخباري والجو الممتع، حيث الهدوء والخلاء، والبعد عن روتينية ورتابة الحياة ورنات الهاتف المزعجة.
وحقيقة الأمر ان الإنسان في حاجة للاسترخاء من وقت لآخر، وذلك حتى يجدد نشاطه وحيويته، ويبحث قليلا عن صحته المفقودة ولياقته البدنية التي تضيع وسط كومة الكراسي والسيارات والأكل المعلب، ومن ثم لابد للإنسان من كسر الروتين الممل الغارق بالمشاغل والهموم، فلقد كانت رحلة «الصمان» ـ رغم قصرها نوعا ما ـ كافية بالنسبة اليّ، حيث مشيت لمسافات طويلة، وبحثت عن الفقع وشاهدت «الربيع» واستمتعت بأمطار الشتاء وسهرت على جال نار، فقد كانت الرحلة ناجحة بالنسبة لي على الأقل لكسر الجمود المحيط، ولهاث الحياة اليومية.
وإن يكن من أمر فإن الربيع مازال مستمرا على الأقل حتى نهاية مارس، ومن ثم فإن طلعات البر في هذه الأوقات تغدو هي المتعة الحقيقية التي تتنوع مظاهرها ووجوهها، والبحث عن الفقع هو أولى هذه المتع، ولهذا قد نكرر زيارة «الصمان» مرة أخرى، لاسيما ان كرم «أبوبندر» فهد الحميد الجبلي ممتد كامتداد «الصمان»، حيث يغمرك هذا الرجل بكل طيب الأرض، ويغطيك كرمه إلى ما لا حدود هو وأبناؤه.
وبمناسبة هذه الرحلة القصيرة لابد أن نشير الى الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية التي مهدت طرقا جيدة للوصول الى مناطق الصمان، حيث يستطيع الإنسان أن يركب سيارته من صباح الناصر ويتوقف عند الرفيعة أو اللصافة أو حتى السواية دون أن تلمس إطارات سيارته التراب، حيث أقيمت شبكة من الطرق المعبدة بالأسفلت توصل الى الكثير من المناطق في «الصمان»، وهو الأمر الذي يشجع المرء على معاودة الزيارة لهذه المنطقة الجميلة، والتمتع بالبيئة النقية، بعيدا عن الروتين والمشاغل اليومية.
اقرأ أيضاً