موسى المطيري
شاءت الصدف أن ارتبط بمرافقـة احد الأقرباء في موعد علاج له بمـستشـفى الطب الطبيـعي، والتأهيل الـصحي، حيث يتـراءى أمامك مـبنى المستشـفى القديم فـور دخولك والهـدوء الذي يلف المكان، حـيث ترى العـاملين من أطباء وممرضين يتـحركـون هنا وهناك، وتصاحـبهم ابتـسامـة تخالف بذلك ما عهدناه عن أطباء المسـتشفيات الأخرى في الكويت، ورغم قدم المبنى الذي يعكس نهضة الكويت فيما مضى، إلا أن طاقة العـمل بهذا المسـتشـفى تعكس تقدم الحـاضر، وذلك بفـضل الإدارة القائمـة عليه، حـيث تتم المواعيـد في وقتها وجلسات العلاج تسير بانتظام تام في مشهد نتمنى أن ينعكس على بعض المـستـشفـيات التـي يختلط فـيهـا الحابل بـالنابل، فيـما يخص المواعـيد والتزاحم، فـفي هذا المستشفى تنتقل من حصـة علاج لأخرى وفق جداول معدة مسبقا تساعد على إراحة المرضى وتيسير علاجهم، وبدافع الفضـول الصحـافي ولأن الوضع شدني لكي أتعرف على من يقف خلف هذا النظام وهذا العـمل الجبـار، رحت اسأل هنا وأتلقى إجابة هناك لأعـرف أن هذه الجهـود الجبـارة يقف خلفها نائب مدير المستشفى، وهو طبيب كويتي شاب جـعل وقتـه رهنا للعـمل، وتنظيـم الإدارة وهو د. شجـاع العنزي الذي يقود دفة العمل في هذا المستشفى ويخلق من تواصله مع العـاملين حلقـات من الجهـد والعطاء وخدمـة المرضى وتيسير علاجهم بكل سهولة ويسر.
وحقيقة الأمر أن نموذج العمل بهذا المستشفى أمر يدعو إلى الفخر، حيث مللنا من طوابير الزحـام في المستشفيات الأخرى، ومل المراجع من أرقام لوحـات المواعيـد المرعبـة والتي تجبـر المريض على الانتظار لمدة تتـجاوز السـاعات حـيث ذكـرني ذلك بمراجـعتي فـي مرة من المرات عـيـادة العظام في مـستـشفى الفـروانية لأفـاجأ بالكم الهـائل من المرضى الذين ينتظرون طبـيبا واحـدا فقط، والذي أعياه التـعب من كثـرة الكشف لأعلم أن هذه العـيادة يراجـعهـا يوميا ما بين 900 إلى 1000 مريض.
وعلى كل، فـإن نمـوذج العـمل في مـسـتــشـفى الطب الطبيـعي مثار إعجاب، وطـاقة د. شجاع تدعو إلى الفخر وعبـر هذه المقالة التي أسلط الضوء بهـا على هذا النموذج ونتمنى من بقية المستشفيات أن تحذو حذو هذا المستشفى بالتنظيم والاستقبال والأخذ بيد المرضى حتى الشفاء.