Note: English translation is not 100% accurate
محفوظ... ضمير الإنسان
الأحد
2006/9/3
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1701
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : موسى تركي
لم يكن نجيب محفوظ كاتباً عادياً، ولا اديباً يمكن مصادفته غير مرة في تاريخ الادب، فقد كان اديباً موهوباً ومثقفاً كبيراً، يحمل رؤية اجتماعية اصلاحية للانسان والمجتمع.
فروايات محفوظ وقصصه كانت بمنزلة ضمير حي او مصابيح كاشفة لاوجه الخلل في المجتمع والانسان الذي يصارع دائما قوى اجتماعية اكبر منه، لاتنال من حريته فقط، بل تسلبه حتى حقه في الحياة والكرامة الانسانية.
ولم يقدم نجيب محفوظ صورة وردية للمجتمع والناس، فهو يعلم ان الارض لا يعيش عليها مجتمع من الملائكة، ومن ثم فقد حمل ـ شأن ديوجينيس ـ مصباحا، وراح يكشف النوازع الانسانية، والدوافع التي تجعل الناس يسلكون بطريقة ربما لا يكونون راضين عنها، ولم يكن كشفه للعيوب الاجتماعية التي غصت بها رواياته رغبة في جلد الذات، كما لم يكن سعياً الى تبكيت المخطئين والجانحين عن الجادة، بل كان يقصد من وراء كتاباته الانتقادية، ان ينقل الانسان الى الخانة التي يتمكن فيها من الوعي بذاته ويستطيع مواجهة واقعه بمسؤولية.
كان نجيب محفوظ متميزاً بتعاطفه مع الانسان (الضعيف امام قوى اجتماعية عديدة تتجاذبه في كل اتجاه وتسلبه ارادته)، فنذر تاريخه الادبي للدفاع عن حق الانسان في ان يعيش حياة نظيفة، لا كحشرة بائسة تطاردها ضغوط المجتمع.
رحل محفوظ تاركاً وراءه «بيتا من الادب» للناس العاديين، بل حتى للخطأة والبائسين، كما ترك مثالا عبقريا في العمل والاجتهاد والانضباط على كل الاصعدة، ومن قبل ذلك ومن بعده ضرب مثلا في التواضع النبيل، فحين سئل عن شعوره إثر فوزه بجائزة نوبل اجاب في كلمتين، وكأنه مجرد كاتب مبتدئ: «الصدمة... والفرح»!
اقرأ أيضاً