مشاري العدواني
يبدو أن علامات الاستفهام ستتكرر كثيرا في هذا المقال بسبب الأسئلة المحيرة العديدة الطافية على السطح، وتقليلا للجهد وتقليلا لاستهلاك العلامات الاستفهامية سندخل في الموضوع، من هو المسؤول في ديوان الخدمة المدنية الذي قام باتخاذ القرار التاريخي الذي يجب أن نصفق بعده وقبله، والمتمثل بإلغاء جميع الإعفاءات المقررة للمعاق ووالدة المعاق، وهي للعلم لا تكلف الدولة الملايين؟
بصراحة يجب أن يعين ديوان الخدمة المدنية أيا من خريجي الجامعات الواقفين في طوابير الانتظار على أبواب الديوان بوظيفة مؤرخ، لكي يسجل للعالم اللحظات التاريخية المتمثلة بفكرة مسؤول في ديوان الخدمة من يوم الفكرة إلى ساعة التنفيذ، وأهم ما يعنيني أن أعرف طقوس المسؤول قبل اتخاذ القرار: أكله، شربه، لبسه، إضاءة المكتب، شربه، أهو شاي لومي أم نعناع؟
وذلك لأن أدق التفاصيل ستعود بالنفع على جميع مسؤولي الدولة، وذلك بإتباعهم للجو نفسه الذي عاشه مسؤول الخدمة المدنية قبل اللحظة التاريخية المتمثلة بإلغاء الإعفاء الذي كان مقررا لوالدة معاق ذهني لكي تتمكن من أن تعطي ولدها أو ابنتها الفرصة للعيش في دنيا الأسوياء.
أي أنه بدلا من أن يقوم الديوان بمنح علاوات أو مكافآت لذوي الاحتياجات الخاصة يعينهم بها على مواصلة مشوار الحياة التي نشتكي منها نحن الأسوياء في هذا الوقت، يقوم بمعاقبتهم بسحب الإعفاءات الممنوحة لهم منذ سنوات!
«إنني أطالب الحكومة الجديدة بإيقاف كادر العاملين في ديوان الخدمة المدنية الجديدة، وكذلك أطالب بسحب جميع الامتيازات المالية المقررة لأي موظف في ديوان الخدمة المدنية، لكي يكون العاملون في ديوان الخدمة المدنية القدوة والمثال لجميع موظفي الدولة.
لأنه عندما ترسل أي جهة حكومية طلبا لكادر لبعض العاملين فيها، يتعلل الديوان دائما بالميزانية وغيرها من الأعذار غير المبررة لتلك الجهة، ولذلك وحتى نقفل باب المطالبات المستقبلية، يجب أن يضحي العاملون بديوان الخدمة، لكي يكونوا المثال الحسن».
الفقرة السابقة لو قرأها أي موظف في ديوان الخدمة المدنية لاستشاط غضبا، وقال بينه وبين نفسه كيف كتب هذا (...) هذا الكلام؟
هذا هو نفس شعور أم المعاق تجاه المسؤول في ديوانكم الذي اتخذ هذا القرار التعسفي، بإلغاء الإعفاءات المقررة لذوي الاحتياجات الخاصة.
أما كادركم فعسى يعطونكم ألف دينار، لكل موظف علاوة تشجيعية، لكن الظليمة شينة.