مشاري العدواني
تسمية مستشفى العدان بالإعدام، هي ماركة مسجلة لمراجعي هذا المستشفى المفترض انه الأحدث في الكويت، وأنا هنا لا أزكي مثلا مستشفيي مبارك أو الفروانية أو غيرهما، انهما أفضل حالا من العدان، لا والله فهي تتنافس في التقصير، وهذا ليس بجديد وكل الناس تعرفه، ولكن بصراحة زيارة الوزيرة د.معصومة المبارك الفجائية (الكبسات) أمر محمود، ويجب أن تتكرر مثل هذه الزيارة، خصوصا في الفترة المسائية، وبالتحديد في عيادة الطوارئ ـ وما إدراك ما الطوارئ.
في يوم اتصل بي صديق، وقال لي تعال أنا في مستشفى العدان في قسم الطوارئ وكان الوقت ليلا، المهم ذهبت وجلست عنده، وهو متمدد على فراش في ممر الطوارئ، لا يعتني به إلا أنا فقط، أما الدكتور المناوب فكان البحث عنه أشبه بالمشهد التالي: البحث عن دكتور في طائرة على ارتفاع 30 ألف قدم وتحتوي على 300 راكب، ولا يوجد بها أي دكتور، وهناك سبع حالات اختناق، وعشرون حالة ولادة، وسبعون حالة أزمة قلبية، والطائرة تعاني من نقص حاد في الوقود، وأقرب مطار يبعد عنا 1200 كلم.
أقسم لكم بالله أن المشهد الخيالي السابق، هو أهون، بل يعتبر لعب أطفال، بالنسبة للمشهد الذي رأيته بأم عيني في مستشفى العدان.
المهم بعد ساعتين تعطف علينا الدكتور الذي لو كنت قلت له مرحبا، لقام بطردي من منطقة العدان الصحية بأكملها، وقال للممرضة: أشعة، وذهب بسرعة البرق ليدخل غرفته المغلقة دائما.
وجلسنا حوالي نصف الساعة ننتظر أحدا يطل بوجوهنا (عمك وعم جيرانك اصمخ) فجأة وجدت الحل، عامل التنظيف البنغالي شاهدته يساعد احد المرضى فأشرت لعامل ثان، واتفقت معه (اتفاق مو جنتلمان) أن يأخذ صديقي إلى قسم الأشعة وقلت له راح أعطيك فلوس ـ ربع ساعة خلصنا من الأشعة وطبعت وعرضتها على الدكتور، الذي خرج من غرفته أو برجه العاجي، ليصف لصديقي دواء، وتخلص الحكاية، والعامل البنغالي لم يستلم فلسا أحمر مني.
هذا ما شاهدته، أما ما يشاهده الناس في مستشفى العدان وفي مستشـــفيات الكويت فهو مأساة أكبر بكثير.
يا دكتورة معصومة حركي المياه الراكدة في وزارة الصحة المعلولة، ببعض مسؤولي المستشفيات، وصدقيني ما شاهدته في زيارتك هو غيض من فيــــض، حاسبيهم أشد حـــساب، وأهل الكويت جمــيعهم معك في الثواب والعقاب، أصلحي الرأس يصلح الجسد، أما صغار الموظفين فهؤلاء ما يدرون وين الله قاطهم.