Note: English translation is not 100% accurate
شعوب الهبّات
الثلاثاء
2006/10/3
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1987
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : مشاري العدواني
شفت سهم «المشروع» اليوم حد أعلى، ما نصحتك تشتريه «اللي ما يطيع يضيع»!
وترى بكرة سهم «المخزن» راح يولع، عندي اخبار انهم فازوا بمناقصة قيمتها مليار دولار، تلاحق نفسك ودخل أوامر شراء بالكمبيوتر ترى «من سبق لبق»!
الجمل السابقة، هي حديث شبه يومي بدأنا نسمعه في كل تجمع كبر أو صغر:
الديوانيات وأماكن العمل وحتى في المقاهي الشعبية!
وذلك بسبب الكم الكبير من المواطنين المضاربين، الذين دخلوا البورصة يبيعون ويشترون، وحلمهم الكبير في حدوث «ضربة حظ» تجعلهم من أصحاب الملايين!
وفجأة تحول الكثيرون الى عقول «بورصوية» يتحدثون معك وكأنهم ولدوا وترعرعوا في سوق الأوراق المالية، وشربوا بدل الحليب أسهما وسندات، ويقدمون لك النصائح وكأنهم خبراء اقتصاديون، والكثيرون هم في الحقيقة غير ذلك.
مشكلتنا في الكويت والخليج اننا شعوب «هبّات» فتجدنا نهبّ في فترة من الفترات في دخول «البحر» وفجأة يتحول الكثيرون الى أهل «حداق» وتجد الكل اشترى طرادا ونزل الى البحر، ومن الممكن ألا يعرف الواحد منهم سمكة «الزبيدي» أتصاد بالخيط أم بالقرقور!
وتجد نفس تلك المجاميع فجأة يهبون في «البر» والمقناص ـ ويزيد الاقبال على شراء الطيور الحرة و«شوزن» بينيلي أو بريتا، ويذهبون جميعا للبر ـ وكأن أهاليهم سيموتون من الجوع، ان لم يصطادوا لهم بعض الطيور المهاجرة المسكينة!
التي يكفيها ما فيها من مرض انفلونزا الطيور ـ لتبتلى بشعوب الهبات ايضا!
والآن الهبة الجديدة هي «البورصة»، ولكنها هبة لن تخسر واطئها طرادا أو «جيب» أو طيرا أو «شوزن»، بل من الممكن ان تؤدي الى ضياع مستقبل أسر بأكملها!
ذلك ان الكثيرين من المتعاملين بالبورصة قد اقترضوا أموالهم من البنوك، ووصل الأمر بالكثيرين الى ان باعوا بيوتهم، وأسكنوا أهاليهم بالايجار، كل ذلك للدخول الى السوق!
قبل فترة عرفني صديق على رجل أعمال ألماني كان يزور الكويت، وهو من المتعاملين مع كبار التجار في منطقة الشرق الأوسط منذ 25 عاما، فدار حديث عن البورصات الخليجية فقال بالحرف «انها صالات قمار كبيرة»!
طبعا خبراء السوق لن يعجبهم هذا الكلام، وأنا أتحدث هنا عن الخبراء الاقتصاديين الحقيقيين، لأنه في حال خروج المتعاملين الصغار من السوق، سيتوقف كل شيء، وهنا سيحتكم الأمر لكبار المضاربين فيما بينهم، وهؤلاء لن يرضوا بالدخول في لعبة كسر العظم تلك!
البورصة «شكلها ما يطمئن» وان كنت ممن دخلوا بكل ما يملكون من أموال، فنصيحتي لك ان تخرج قبل ان يفوت الفوت، ولن ينفع بعدها أي قلم أو صوت!
اقرأ أيضاً