Note: English translation is not 100% accurate
وانتو شكو؟
الأحد
2007/1/7
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : مشاري العدواني
مشاري العدواني
شاهدنا خلال الأسبوع المنصرم حالة «امتعاض» لدى قلة قليلة من الذين لا يبتعد مدى نظرهم السياسي والتحليلي إلى ما هو أبعد من أنوفهم، وانجرفوا مع المد الغبائي العربي، في قصة «توقيت» إعدام المقبور صدام في يوم العيد، وأيضا «هتافات البلوتوث» المسرب لعملية الإعدام، التي تدل على أن مجمل الشهود الحاضرين كانوا من طائفة واحدة.
أولا: لا يحق لكائن من كان أن يجادل الحكومة العراقية في توقيت الإعدام، وإلا يعتبر ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للدول.
ثانيا: لو افترضنا أن الحكومة العراقية، قامت بإعدام صدام المقبور بعد العيد، ماذا كان سيحدث؟
في اعتقادي كان الموضوع سيأخذ حجما أكبر مما أخذه بمراحل، لو كان الإعدام نفذ في وقت آخر، وذلك لأن معظم الناس كانوا سيتابعون الإعدام وتوابعه بشغف شديد، وكانت المظاهرات ستتدافع بشكل هستيري، لأنه حديث الساعة في وقتها، أما الإعدام في العيد، فهو يعتبر «ضربة معلم»، لأن الناس ستنشغل لدقائق بالموضوع، ثم تنساه وتلتفت لفرحة العيد والزيارات والتنزه، ومن ثم تقلب الصفحة وكأن شيئا لم يكن.
ثالثا: الهتافات التي سمعت في البلوتوث المسرب هي غير مؤكدة وغير صحيحة، لأن أي إنسان يملك جهاز موبايل يبلغ ثمنه 50 دولارا، يستطيع أن يركب أي أصوات على أي مقطع فيديو، وأنا شخصيا أستطيع أن أركب أصواتا على كليب المقبور صدام، لأناس يهتفون قائلين: «بوش بوش شيل ايدك، ترى الشعب ما يريدك».
رابعا: لو افترضنا ان الهتافات صحيحة، فما المانع لو قالها العراقيون؟
فهذا شعب كان ينام ويصحو على الهتافات والتهليل للبائد صدام لعقود، واليوم يهتفون لقائد جديد لهم من وجهة نظرهم (يا أخي هم أحرار).
خامسا: كل المواطنين الشرفاء في الكويت والعراق وإيران (المتضررين المباشرين من الطاغية) كانوا ينتظرون ساعة القصاص، وها هي أتت، ليستريحوا، إذن الهدف المراد قد تحقق، أما من حققه؟ وكيف؟ وجميع الأسئلة الاستفهامية أو الاستنكارية فهي غير مهمة بتاتا، إلا طبعا لهواة الجدل البيزنطي.
سادسا: لو قمنا بسؤال اي صبي يقطن فوق أعالي الجبال في قرية صينية نائية، عن الحرب الطائفية في العراق لأقرها لنا، فهي موجودة لا يستطيع أحد انكارها، فهل بلوتوث أو حتى توقيت إعدام المقبور صدام، هو الذي نبهنا الى المشاكل الطائفية في العـراق؟
بصراحة بعض الناس يتدخلون فيما لا يعنيهم، وقصة إعدام الطاغية المقبور صدام مع انها تفرحنا، تبقى شأنا داخليا.. محكمة عراقية حكمت، ورئيس وزراء صدق على الحكم، وعشماوي عراقي نفذ.. «احنا شكو» نجادل بالموضوع مادام المراد تحقق؟
اقرأ أيضاً