Note: English translation is not 100% accurate
فرسان الإرادة
الأحد
2007/1/14
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1181
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : مشاري العدواني
مشاري العدواني
بالصدفة كنت أستمع لإذاعة البرنامج الثاني، وكان هناك برنامج علمت لاحقا ان اسمه هو «فرسان الإرادة» وأيضا بالصدفة للمرة الأولى أعتقد أنه يحدث في إذاعة، أن يتحاور مذيع مع ضيوف يعانون من الصمم.
لم أشعر، وأنا الإنسان السوي بعجز هؤلاء، بل قاموا بشرح معاناتهم على أكمل وجه، وبرع أيضا المذيع «سامي العتيبي» بأسلوب فريد في محاورة ضيوفه، ولم يشعرنا كمستمعين بوجود مترجم معه طوال البرنامج، وهذا يدعونا إلى القول إنه بالرغم من أنهم يتفوقون علينا نحن الأصحاء في عدة مجالات علمية ورياضية وحتى ثقافية، ورغم انهم لا ينشدون الاستثناء في طريقة تعاملنا معهم، ورغم ان متطلباتهم تعتبر بسيطة جدا مقارنة بمتطلباتنا نحن الأصحاء، فإن كل ما سبق لم يشفع لاخواننا وأحبائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على أي تقدير من المجتمع.
للأسف الشديد في الكويت والوطن العربي هناك نظرة غير منصفة من قبلنا كأصحاء في طريقة تعاملنا مع تلك الفئة المهمة من المجتمع.
وأنا هنا لا استثني احدا، حتى أنا شخصيا، كتبت ما يزيد على الـ 200 مقال، ولكن هذا هو أول مقال أكتبه عنهم، ولقد سألت نفسي هذا السؤال: لو كنت أنتمي لهذه الفئة فهل كانت كتاباتي وأسلوبي وحتى الخط العام لمقالاتي ستتبدل وتتغير؟
أعتقد أنني كنت سأسخر الـ 200 مقال جميعها لخدمة أقراني من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنني أعاني كما يعانون، ولكن بسبب انتمائي لمعاشر الأصحاء لم التفت لمشاكل هؤلاء «الفرسان» لأنني لم أذق شعور معاناتهم ومراراتهم بسبب نظرة المجتمع لهم.
إخواننا وأخواتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة يرزحون اليوم تحت وطأة «الاحتلال»، احتلالنا نحن الأصحاء لهذه الدنيا وما فيها، دون ترك أي فراغ أو فسحة أو فرصة لهم، أو حتى منحهم 1% من حقوقهم، ومع ذلك فهؤلاء الواقعون تحت الاحتلال لم يقوموا ولو لمرة واحدة بمهاجمتنا، ونحن الذين قمنا باحتلال عقولهم، وأراضيهم، وشوارعهم، ومواقفهم، وأرصفتهم، ومساراتهم، وحتى (أجلكم الله) دورات مياههم، فهم صامدون لا يكلون ولا يملون، ويقابلون إساءتنا بإحسان شديد.
لقد غيروا مفاهيم الاحتلال وقواعد الغزو، فبدلا من أن يهاجموا المحتلين (الأصحاء) يوزعون علينا الابتسامات والإنجازات والإبداعات، ويخجلوننا بكرمهم وعطفهم.
هذا الموضوع لا يحتاج الى مقال، بل يحتاج الى حملات توعية إعلامية (بدل حملات الفشل الحالية) فيجب علينا أن نخصص حملة وطنية لتقدير هذه الفئة وتوعيتنا نحن الأصحاء الذين نعاني من «إدمان الإهمال» تجاه تلك الفئة.
أخيرا أقول لكل قارئ لهذه السطور من الأصحاء: أنت لست بمنأى عن عذابات ذوي الاحتياجات الخاصة، فمن الممكن بعد انتهائك من قراءة هذا المقال، أن تصاب بالعمى (لا قدر الله)، أو من الممكن أثناء ذهابك الى دورة المياه أن تنزلق بسبب «صابونة» وتصاب بالشلل.. واللائحة تطول.
انتبه لمشاكل إخوانك من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحاول حلها قبل ان..!
اقرأ أيضاً