مشاري العدواني
انتخـابات الرئاسة الاميركـية للعـام 2008 بدأت مــبكرا، وهناك احـتـمـال كبـيـر أن تحـسم قـبل موعـدها الأصلي بحوالي 9 أشـهر وذلك بإعلان العـديد من الولايات الاميركية مرشحها للرئاسة.
والحزب الديموقـراطي في هذا العام قدم 3 مرشـحين أقوياء جدا، لدرجـة أنني أتوقع إنتاج 3 أفـلام درامية هوليـوودية عن المرشحين الديموقــراطيـين، والمرشح الأول هو الســـيــدة الأولى هـيــلاري كلينـتـون زوجـة اشـهــر رئيس اميركي على قيـد الحياة، وزوجة اشـهـر امـيــركي راوغ القـضـاة الامـيـركان فـي قضـيـة مـونيكا لوينسكي، المهم أن كل مـا مرت به هيـلاري لم يمنعـهـا من توحـيـد صف عـائلتهـا، لتحـاول توحيـد أصوات النـاخـبين الامـيــركـان حولها.
أما المرشح الثاني فـهو جـون ادواردز، وهــذا الـرجــل لـديــه كـاريزمـا ساحـرة، ولديه أيضا ميزة «الارض والجـمهور» أي انه ينتـمي أساسا لعائـلة فقـيـرة، وحـقق الملايين عندمـا كان يعـمل مـحــامـيـا، أي انه حــقق الحلم الامـيركي، وهو البـدء من الصفـر إلى الـ 6 أصـفـار، والامـيـركـان لديهم تعـاطف شديد تجـاه جون، وذلك لإصابة زوجــتـه بالمرض العـضـال، وهو كـمـا يشـاع عنه يبـقى بجـانـب فـراشـهـا اوقـاتا طويلة (وفيّ وفاء قيس لليلى).
المرشح الثـالث وليس الأخير، ولكـنه الأوفر حـظا، عن بـاقي الـ800 مــرشح، هو أول مــرشح اميركي ـ أفريقي «باراك اوباما» وهو ابن رجل كـينـي حـصل على منحــة لـلدراســة في هارفــارد وتزوج من امـيـركـيـة بيـضـاء، فأنجبا اوبـامـا الذي يـكافح للوصـول للبــيت الأبيض، ولدى اوبامــا أيضا تاريخ طـويل من الدرامـا في حيـاته، فـوالده طلق أمه فتزوجت من رجل اندونيسي، فـعاش الصـغيـر هناك لسنوات، واوبامـا لديه مـوهـبـة ناصـرية (نسبـة لجمال عبدالنـاصر)، فإذا صعد على المنصـة ألهب الجماهير بخطبة عصمـاء، تجعل الاميركان يهتـفون: بالروح بالدم نفـديك يا اوباما!
ولكـن قــبل أيام بدأ حلمـــه يتلاشى شيئا فشيئا، كيف؟ وقـــال اوبـامـــا فـي احـــد تصـريحاته: «لم يعـان احد كـما عانى الفلسطينيون»، انتهى قوله وعلى مــا يبـدو انتـهـت الرحلة بالنسبة له، فـجأة هاجت وسائل الإعلام الامـيركـيـة، وتركت كل حـسناته، وجلدته جلدا مـبرحـا، بسـبب قـوله كلمـة حق، طبـعـا محركات اللوبـي الصهيوني الآن تعمل بقوة 50 ألف مـيغاواط، من اجل إزاحته من درب هيــلاري وادواردز، لأنه اخـطـأ فـي حـق إسرائيل!