مشاري العدواني
في الآونة الأخـيرة سمـعنا عراقـيين يرددون جملة: نتمنى عودة صدام.
وقــبل أيام قــرأت تقــريرا واردا في صحيفة الاندبندنت البريطانية من مدينة قندهار الأفغـانية، قال فيـه احد المواطنين الأفغان: انه يتمنى أن يعود نظام طالبان.
والعـراقـيون والأفـغـان ورغم بعـد المسافات يشتركون في هم واحد ألا وهو انعــدام «الأمن»، مــعـظم الأفــغــان والعـراقـيين كـانوا يـتـمنون سـقـوط النظامين الحـاكـمين في الدولتين، وذلك بسـبب قمع النظـام للشعب، ولكن كـان في بغداد وكابول حد أدنى من الأمن، أما اليـوم فـقـد ضـاع هذا الـشيء العـزيز المسمى بالأمن، مما جعل الناس يكفرون بالديموقـراطيـة الـتي كـانوا ينشـدون المواويل من اجل أن يتـمتعـوا بها، ولكن عندما شاهدوا العـوارض الجانبية التي أصـابتهم جـراء تعاطيـها بهـذا الشكل، ومن أهمــهـا انعــدام الأمن، كــرهوها ويريدون اليـوم اسـتـبـدالـهـا بالقـمع المصحوب بالأمن.
هناك اليوم على ارض الـواقع مشكلة كـبـيـرة تواجـه قوات حـلف الناتو في أفغانستان، وقوات التحالف في العراق، وللمشكلة أسباب عدة من أهمها:
1ـ أن الغرب أراد فرض وجوه معينة على الشعبين العـراقي والأفغاني، وهذا في حد ذاته خطأ كبير.
2 ـ عـدم وضع خطط أمنيـة محكمـة قبل تحرير الدولتين.
3 ـ تجاهل العـديد من القوى الفـعالة في تركيبة الشـعبين، كانت من الممكن أن تؤدي لتسهيل العملية الأمنية.
4 ـ التحالف مع قوى أقل ما يقال عنها أنها مجموعة من الانتهازيين.
5 ـ ترك الشــعــبين بلا دخـل ثابت عـرضة للقـوى الإرهابية التي توظفـهم بأقل الأثمان كجنود تخريبيين.
تلك هي بعض الأسـباب، واعـتقـد أن هناك العــديد من الأسـبــاب الأخـرى، تتعلق بالشعبـين الأفغاني والعراقي كل على حدة، ولكن اليوم عـلى قيادة الناتو في أفـغانسـتان، وقيـادة التحـالف في العراق الاعـتراف بوجـود خلل ما، وهو خلل كبـير جدا، أدى لموجة من الإحـباط الشـديد، الذي جعل الفـرد العادي يكفـر بديموقـراطية الغـرب ويتمنى الرجـوع لأحضان ديكتاتورية الشرق.