حاولت في الأيام الماضية بعد وصولي إلى العاصمة البريطانية لندن أن اكتب عما رأيته هناك وبالتحديد في الهايد بارك، حيث أدركت أنني كنت مخطئا عندما خاطبت سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، بأننا بحاجة ماسة إلى وجود هايد بارك مثل الموجود في لندن لأن كل ما ذكرته في السابق كان بناء على ما سمعته دون مشاهدة، فقد أصابتني الدهشة عندما ذهبت إليه ورأيت الانفلات الأخلاقي الكبير فيه والذي لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية، بل ويضرب بها عرض الحائط، والمشكلة ليست فيه إنما في من يذهبون من العرب، وخاصة الخليجيين حين يصطحبون أسرهم للتنزه في الحديقة ورؤية ما يفعله الأجانب بشكل عام من انفلات أخلاقي وهذا يعطينا مؤشرا خطيرا جدا بأنه لا يوجد مانع لدى من يذهبون إليه من العرب وبالذات الخليجيين لو رأت أسرهم ما يقوم به الأجانب من أفعال لا تتفق مع تربيتنا ولا عاداتنا ولا ديننا الإسلامي يسمح لنا برؤية هذه المناظر، لذلك أقول لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لا نريد الهايد بارك يا سمو الرئيس إنما نريد منبرا للتعبير عن الرأي الذي يكفله لنا دستورنا الكويتي مع تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها وفي النهاية المجتمع الخليجي يجب أن تكون لديه غيرة على نفسه ودينه من عادات الغرب السيئة.
أتمنى من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد أن يسعى إلى حل مشكلة الإخوة البدون لأنني أذكر آخر لقاء كان بيننا عندما سألته عن هذه المشكلة التي مر عليها الآن أكثر من 50 عاما دون أن تتحرك حكومتنا الموقرة لحلها وأنا أتذكر رد الشيخ جابر الخالد بأنه «جاد في السعي إلى حل هذه المشكلة»، وأنت الآن يا بو نواف على رأس الأمن في الكويت ولديك إحصائيات يومية بمعدل الجريمة وتعرف أشياء نجهلها نحن المواطنين، ولكن أحب أن أنبهك إلى أمر في غاية الأهمية وهو أن مشكلة البدون اليوم أصبحت مثل القنبلة التي لا نعرف متى ستنفجر لأن إهمال الحكومة في عدم حل هذه المشكلة سيخلق لنا كوارث لا نتخيلها من بيع الخمور والمخدرات والدعارة والولاء، وأنا لا أقصد الكل إنما البعض الذي سيطرت الشياطين على عقله وجعلت منه مجرما أو سارقا أو عميلا تحت تأثير المادة، لأن البدون لا يريدون من الحكومة سوى إعطائهم حقوقهم الإنسانية، وأذكرك أيضا يا وزير الداخلية بمن استشهدوا وروت دماؤهم أرض الكويت لأنهم رفضوا أي سيادة غير الكويت وآل الصباح، وفى النهاية أتمنى حل هذه المشكلة.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
قرأت في إحدى الصحف السعودية لقاء لجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع مجموعة من سفراء المملكة في الخارج، حيث حثهم جلالته على مساعدة المواطنين السعوديين وأشقائهم الخليجيين، وهذا ليس بغريب على الملك عبدالله «ملك الإنسانية «فهو لا يفكر فقط في الشعب السعودي إنما يفكر بالشعب الخليجي لذلك هنيئا للمملكة العربية السعودية به ملكا وهنيئا لنا نحن الشعب الخليجي به أبا.. وحفظه الله وسدد خطاه.
أشكر سمو الأميرة فهدة بنت سعود رئيسة جمعية الفيصلية على دعوتها لي لزيارة الجمعية في جدة ورؤية الدور الكبير الذي تقوم به في رعايتها لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية. وقد شاهدت الكثير من الأعمال اليدوية والحرفية التي تصنعها البنت السعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة وعند سؤالي لسمو الأميرة عن كيفية التحاق البنات بالفيصلية قالت إن البنت من ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة تمثل عبئا كبيرا على أسرتها، وقد استطاعت الفيصلية القضاء على هذه الإعاقة من خلال تدريب صاحبة الإعاقة على مساعدة أسرتها والتغلب على إعاقتها بممارسة العمل اليدوي في الجمعية. وأكدت الأميرة فهدة بنت سعود أن خادم الحرمين الشريفين حريص على دعم مثل هذه الجمعيات التي تعتبر عنصرا مهما للتغلب على هذه الإعاقة، وان جمعية الفيصلية تحرص سنويا على إهداء جلالته أعمال بناته من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن هناك تعاونا كبيرا بين الجمعية وبعض مؤسسات المملكة التي تدعم هذه الأعمال لتسويقها في الداخل والخارج لكي يرى السائح الأعمال التي تذكره بتراث المملكة.
[email protected]