عندما نجحت مساعي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، ومساعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، في رأب الصدع الخليجي فيما يخص العلاقات القطرية مع الإمارات والبحرين التي توجت إيجابا على هامش الاجتماع التكميلي الذي عقد في العاصمة السعودية (الرياض)، رأينا تفاوتا غريبا من قبل بعض متسلقي الصحافة الخليجية والعربية والتقليل من مستوى هذا التحرك النبيل الذي يتزامن مع رجوع سفراء الدول الثلاث والدفع من جانب القمة الخليجية المزمع عقدها في الدوحة خلال ديسمبر القادم، وما إن تقاربت وجهات نظر القادة إلا وانهالت ثلة كريهة من الفيروسات والجراثيم الصحافية والأقلام النتنة، التي خرجت مأمورة من كل حدب وصوب طامحة في جعل دولة قطر الشقيقة ندا وخصما وكأنها إسرائيل ثانية وعدو لدود لمنظومة الخليج العربي.
لذلك لن أتوانى قيد أنملة في ذكر النقاط الجوهرية والتي تمحورت تباعا حول كسر أذرع حقيقة الأحداث السابقة واللاحقة، ولا بد أن يقتنع الجاهلون بأن دولة قطر الشقيقة لها كيانها واستقلالها التام مما يوفر لها المناخ السياسي المريح في غرس مكانها في خارطة العالم بحسب ما يتوافق مع رؤيتها وثقلها وتوازنها في كل المستويات، ولعل الحديث عن احتضان مونديال كأس العالم 2022 دليل يؤهل لها أبعادا ورؤى مشروعة بعكس ما يروج من بعض متسلقي الإعلام وغيرهم من المنافقين
فحيوية قطر العروبية اليافعة خلقت عند البعض حالة من الخلط بين طموحاتها وبين حساسية علاقاتها السياسية مع الأحداث المتسارعة، لاسيما التطبيع مع حكومة السيسي لوجستيا، علاوة على الانزعاج من الأجواء الإعلامية الشفافة في قناة الجزيرة على إثر نقل الأحداث الدقيقة والمهمة في مصر وخاصة بعد حكم الرئيس مرسي والظروف التي انساقت إلى هذه اللحظة، وأخيرا التوجس من التصنيف فيما يسمى بالإرهاب ورموزه، إلا أن طفحت على السطح ملامح فضفاضة تحوم حول الشأن الداخلي الشعبوي الخليجي، وحق تقرير المصير.
أنا أقول وبكل صراحة مطلقة بأن الهجوم على الشقيقة قطر لن يجدي نفعا، وأن الأصوات الناعقة لا بد لها أن تتوقف عن محاولة النيل من سياسة قطر الداخلية والخارجية وترك السياسة لأهل السياسة وعبر القنوات الرسمية الضيقة، فقطر قبل كل شيء دولة شقيقة أصيلة، تجمعنا معها أخوة وعمومة وخؤولة وقرابة ومصير لا يتزعزع أبدا.
وإن كانت قطر صغيرة في حجم أراضيها، لكنها كبيرة في فرد أجنحتها في كل موقع ومناسبة وحدث، فميزانها ثقيل جدا جدا وهذا ما يجهله الجهلاء لذلك لنترك قادة دول مجلس التعاون يتحاورون ويتجاذبون ويتآخون على طاولة الخليج العربي ومصيره الأوحد، فالحوار الأخوي البناء هو الملاذ الأقوى والأنقى في تصفية الأجواء وعودة المياه إلى مجاريها الحقيقية دون كدر أو عناء ولا عزاء للمطبلين الحاقدين. اللهم وحد البيت الخليجي، واحفظه من كل مكر وكيد، ومن أراد به سوءا فأشغله في نفسه، واجعل تدبيره تدميره، اللهم آمين.. اللهم آمين.
[email protected]
engmubarakq8@