كثيرون يعتبرون الحديث عن الحكومة «يزعل وينشف الريق»، ولو عبرنا عن رأينا بصراحة لقالوا «هذا الشخص يتدخل فيما لا يعنيه فيجب أن يسمع ما لا يرضيه»، لذلك ولأن النصيحة في العلن فضيحة وقبل التصنيف وحتى لا أوصف بالمعارض أو بأنني لا أحب الشيوخ أو اعمل ضد التجار، نقول بعض التلميح الذي يغني عن التصريح.
إن الكويت اليوم في امسّ الحاجة الى طاقات شابة تبث الحيوية في دمائها على جميع الأصعدة، والحكومة احد اهم صناع القرار إن لم تكن الوحيدة فهي الأكثر نفوذا على الساحة السياسية لأنها التي تملك الأموال وترسي المناقصات، وهي من يعمل لديها اغلب الشعب الكويتي، وهي السلطة التنفيذية ذات الشأن الأعلى سياسيا، وفوق كل ذلك هي اهم ضلع في نظرية السيطرة.
وحاجة الحكومة لقيادات شابة امر ضروري وحتمي لدفع التطور خصوصا على مستوى القيادة في مؤسساتها، حاجتنا لطاقات متجددة متطورة تنطلق إبداعا وانفتاحا للتغيير عملا ونهجا وسلوكا بعيدا عن البيروقراطية والروتين.
نتمنى قيادات تنفيذية شابة في مؤسسات الدولة تخلق بيئة مناسبة لتحقيق أحلام شباب الكويت التي قتلها الإحباط والمحسوبية، نتمنى قيادات تنفيذية حتى نصبح مستعدين للعمل بشكل سريع للعبور للمستقبل بعيدا عن التقليدية والرجعية، نتمنى قيادات تنفيذية مرنة تستطيع التعامل مع اصغر الملفات وأدقها بكل اهتمام وحرفية، نتمنى قيادات تنفيذية شابة تحمل العبء الثقيل لنقل الكويت للمستقبل وتنطلق من برنامج عمل واضح المعالم زمنيا وماليا، وتكون على قدر الثقة الممنوحة لها من سمو الأمير لتحفيز الأفكار الإبداعية النيرة.
نتمنى قيادات تنفيذية تؤمن بأن رفاهية الشعب هي استحقاق وليس منة أو فضلا يمنح قيادات تنفيذية شابة تنظر لعقل المواطن لا لجيبه، معيارها الكفاءة وليس العرق أو النسب أو الطائفة أو الفئة.
نتمنى قيادات تنفيذية شابة تضع لنا مشروع إصلاح حقيقي يعتمد على الشراكة لا الجباية تكون أولويته صحة المواطن وتعليمه وامنه الاجتماعي، وتسعى لإصلاح سوق العمل عبر العمالة للمواطنين.
نتمنى قيادات تنفيذية شابة تختار المسؤولين في مؤسساتها بطريقة «ماذا تعرف؟» لا «بمن تعرف؟»، وتضع الوطن والمواطن أولوية عند تقديم وتنفيذ برنامجها التنموي.
نتمنى قيادات تنفيذية تبدأ الترشيد الإداري والمالي بنفسها قبل رمي الكرة في ملعب المواطن تلك التي تدعم المبدع وتبعد المتكاسل والمتمصلح المعطل.
رغم تمنينا ورغباتنا بقيادات تنفيذية شابة تملك إرادة التغيير بما يتوافق مع رؤية سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، إلا إننا لن نغفل أصحاب الخبرات، فهم ركن أساسي في كل إنجاز قد تحققه الكويت عبر الاستشارة ولكن بحدود ضيقة.
الزبدة: قالوا «إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك».