أحيانا، يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا بابا لكي يفتح لنا بابا آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلا من باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه، التفاؤل يعد تعبيرا صادقا عن الرؤية الإيجابية للحياة في الحاضر والمستقبل، وهو من الصفات الأساسية لأي شخصية ناجحة، باعتباره شخصية طموحة، وايضا التفاؤل هو طريق الصحة والسعادة، بينما التشاؤم يميز الجوانب السلبية للأحداث ويستنزف طاقة المرء ويشعره بالضعف والنقص في نشاطه، الأمل والتفاؤل شعوران مترابطان وإيجابيان، ويجب على كل إنسان ألا يفقد أمله بالله، وأن يحسن الظن ويتفاءل بما قد يحدث، علينا ان نرسم مستقبلا مشرقا، ويكون دائما لدينا أمل وتفاؤل بالمستقبل، ويمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل، ومن الأفضل دائما أن نتطلع للأمام بدلا من النظر إلى الخلف، ويجب علينا ان نخطط لمستقبل الاسرة ومستقبل الاوطان، لابد ان يكون التفاؤل مرتبطا ببذل جهد بل جهد كبير، وان يكون الانسان متفائلا دائما، ولديه الرغبة في الوصول الى الهدف وتحقيق الانجاز، لقوله تبارك وتعالى في سورة الرعد (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، كذلك من المنطقي ان يقوم الاب بما يجب ان يفعله في متابعة ابنائه وشؤون اسرته، بحيث يكون متفائلا لحاضر ومستقبل اسرته، اما فيما يتعلق بالأوطان فلابد ان تكون نظرتنا متفائلة للمستقبل وليست متشائمة، ولكن يتحتم علينا ان نبذل جهدا كبيرا في تحقيق الاهداف، وعلى السياسيين ان يسعوا الى رفع معدلات التفاؤل فيما يتعلق بالمستقبل بشكل يفوق معدلات التشاؤم من جهة التخطيط.
وفي الختام، هناك قصة جميلة للحارس المتفائل تقول: كان هناك حارس شخصي اسمه عارف لحاكم مدينة، كان متفائلا جدا وينظر للحياة بمنظار أبيض لا يعرف التشاؤم، واذا واجهته مشكلة او مصيبة قال «عساها تكون خيرا»، وعندما توفيت أم حاكم المدينة حزن الحاكم كثيرا، فلما جاء عارف لتعزيته قال «عظم الله اجرك ايها الحاكم عسى ان تكون خيرا بإذن الله»، غضب منه الحاكم وقال كيف تكون وفاة أمي خيرا؟! أخرجوا هذا المجنون، ومرت الأيام وبعدها جاء يوم كان الحاكم يأكل فيه الفاكهة فقطع اصبعه بالكامل فحزن وتحطم نفسيا، فقال له الحارس عارف عسى ان يكون خيرا، فنظر الحاكم إليه بكل عصبية وقال لا أريد سماع كلمة منك! أحبسوا الحارس، ولما حبسوا الحارس عارف المتفائل قال عسى الحبس يكون خيرا لي، غضب الحاكم وخرج، وبعد أشهر ذهب الحاكم الى رحلة برية للصيد فبدأ يطارد غزالا الى ان ابتعد عن حرسه فوجد نفسه بين أناس يأكلون البشر فأمسكوا به وأمر رئيسهم بقتله وطبخه، ولكن عندما نظر الرئيس إليه وجد ان اصبعه مقطوع فأمر بإطلاق سراحه واندهش الحاكم واستغرب! كان السبب لأنهم يتشاءمون من الانسان المقطوع اصبعه فلا يمكن ان يأكلوه.. فرجع الحاكم الى مدينته، وأمر الحرس بأن يأتوا بعارف، فلما حضر عارف المتفائل بدأ الحاكم يشكره ويعتذر منه وقال: هل تذكر اصبعي الذي انقطع؟ اندهش عارف وقال نعم ماذا حدث؟ فأخبره بالقصة وقال له خيرا لي لو كان اصبعي مقطوعا لقتلت، فقال عارف: حتى أنا حبسي كان خيرا لي، رد الحاكم كيف؟ فقال لو لم تحبسني لذهبت معك فأنا مرافقك الشخصي، ثم أهل المدينة سيمسكون بي ويقتلونني بدلا منك لأن أصابعي سليمة.
«تفاءلوا بالخير تجدوه»
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه
mkmalyaseen@
[email protected]