ها قد نفذ «الاخوة» (...) تهديدهم، ونزلوا إلى الشارع، فماذا أنتم فاعلون يا نواب الكويت؟ هل ستساهمون في النيل من هيبة الدولة؟ أم انكم سوف تدركون أنه حان الوقت لتنحية الأجندات الخاصة وإعلاء مصلحة البلاد العليا فوق ما عداها من مصالح وأجندات؟
لقد نفذ الاخوة «غير محددي الجنسية» تهديدهم الذي هددونا وتوعدونا به قبل سنتين وتحديدا في 28/10/2008، عندما اصطفوا أمام بوابات مجلس الأمة متوعدين مهددين، زاعمين بوضوح ومن دون مواربة انهم هم أهل هذه البلاد وليس نحن، صرخوا أمام أبواب المجلس «نحن الكويتيون وليس أنتم»! وليس هذا فحسب وانما وجهوا حديثهم الى النواب.. وهددوهم بأن يلبسوا البراقع إذا لم يلتفتوا إلى مطالبهم، وسيكون لهم معهم حساب، وكانت هذه التهديدات التي أطلقوها آنذاك هي مقدمة نزولهم للشارع الذي قاموا به مؤخرا!
وقد سبق لي أنا والعديد من الكتاب المخلصين أن حذرنا من مغبة هذه التهديدات ومن مغبة النزول إلى الشارع، وحذرنا من هذا السلوك المرفوض، كما حذرنا نواب الكويت من مغبة الانسياق وراء جراحهم الشخصية، أو خلافاتهم وصراعاتهم الحزبية مع الحكومة. وبدعوى نقدها والنيل منها، يزايدون على هذه القضايا، وهي مزايدات يؤسفنا اننا نراها تحدث منذ التحرير، فخلاف البعض مع وزير يدفعه الى معاداة الحكومة، وخلاف البعض مع رئيس الوزراء يجعله يشن حربا على الدولة والنظام.. الخ، وهذا أمر لا يستقيم فهو تناحر باسم الديموقراطية، وصراخ باسم الدستور، وإعلاء للمصالح الخاصة على مصالح الوطن العليا!
هؤلاء البدون اليوم لم يقدّروا الجهود التي بذلت وتبذل من أجل تصحيح أوضاعهم! فاليوم هم يتجاسرون على الدولة مقاما وقيمة، وراحوا يحاولون الاعتداء على رجال الشرطة والنيل من هيبة الدولة مقتدين بمحاولات أخرى سابقة، قام بها مواطنون قادهم نوابهم الى مواجهة عاصفة مع الشرطة لأغراض سياسية، ها هم يقلدونهم الآن، «واليوم راحت السكرة ويت الفكرة»، وإذا بنواب الأمة بعد كل ما فعلوه يأتون مطالبين بالتهدئة!
أي تهدئة وأنتم لا تدركون أي ظروف تحيط بوطننا الصغير، الذي تتصارعون عليه كأنه دولة عظمى وامبراطورية لها أساطيل وجيوش ودبابات حربية تخشى بأسها القوى العظمى في العالم؟!
أنتم يا سادة لا تدركون حقا ما الذي يجري من حولنا، ولا أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد العالم العربي، ولا ما يحدث في المنطقة من تربص، وإذكاء لنار الفوضى التي إن شبّت فإنما سيكون وقودها الناس، وستأكل الأخضر واليابس معا!
أنتم تعتقدون أنكم بمنأى عن هذا في الكويت وتصدقون أن ما يجري في البحرين هو من أجل الحرية والحقوق المسلوبة، مع ان البحرين اليوم غير بحرين الأمس، فقد حققت إصلاحات سياسية متميزة ولكن هناك من يسعى للإطاحة بنظام الحكم كمقدمة للإطاحة بنظم حكم أخرى في المنطقة! وساعتها سيبكي نوابنا – مرزوق وغيره – على ما ضاع، ولسان حاله يقول «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»!
فاتقوا الله في بلدكم، واتركوا جانبا أجنداتكم الخاصة، فالوضع خطير جدا، وهذه الفترة حبلى بالكثير ولن يكون أحد آمنا على نفسه أو على بيته، وكما يقولون «اللي بالفخ أكبر»!
فيا عم بوعبدالعزيز.. اتق الله.. ودع عنك شخصانيتك وأطماعك ودواخل نفسك، وتذكر أن لديك عائلة وأولادا وأحفادا يريدون أن يعيشوا بسلام، ونحن مثلهم، فاليوم الوضع لم يعد كما كان، والنار تقترب من الوطن، وبوادر الخطر تلوح في الأفق ولا سلاح لنا سوى التوحد في مواجهة الخطر! لأن الكويت إذا ضاعت فسوف نضيع معها، فلا وطن لنا غيرها!.. وللحديث بقية.
.. والعبرة لمن يتعظ!
[email protected]