بقلم منى العياف
كنت أعتصر ألما وحزنا على ما يجرى في مصر.. الوطن الثاني لكل عربي.. تجمدت يداي عن الكتابة.. عجزت عن الإمساك بالقلم.. كانت مصر مختطفة، وقلمي وقلبي معها، وحينما أعيدت وأطلق سراحها.. عادت كلماتي وعدت اليها، وهذا يرد على سؤال الكثيرين لي وقت توقفي أثناء المحنة الأخيرة.
>>>
عادت مصر.. أم الدنيا.. لكن كيف عادت؟ هل عادت بمصيبة جديدة صنعها الرئيس المنتخب (!) المعزول محمد مرسي وعصبته، وأعني بذلك ما تكشف مؤخرا من ان اتفاقا عن بيع أجزاء من سيناء للأميركيين قد تم لإقامة دولة فلسطين مقابل 8 مليارات دولار؟!
هذا ما تناقلته مصادر مصرية موثقة بالأمس، تقيم في واشنطن، وأشارت الى ان الكونغرس الأميركي يمتلك وثائق هذا الاتفاق الإخواني ـ الأميركي ـ الإسرائيلي، والأيام المقبلة ستكشف الكثير عن هذه الكارثة التي لو صحت بالفعل، فإن الإخوان يكونون بحشودهم وأتباعهم قد كتبوا نهايتهم المريرة وللأبد.
>>>
لقد أطلق سراح مصر بعد ان اختطفتها عصابة الإخوان منذ ان سرقوا ثورتها التي أسميتها عند قيامها «ثورة اللوتس»، إذ لم يكن مقبولا ان تكون مصر بكل تاريخها وعطائها وحجمها رهن كل تلك الفترة، من قبل فصيل لا يعرف كنه مصر ولا كينونتها، ولا مكانها ولا مكانتها.
>>>
عادت مصر بفضل شبابها وجيشها الذي طالما هب مدافعا عن قضايا الأمة العربية على مدى سنوات مضت، واليوم ينتفض من أجل بلاده التي ذهبت الى طريق «مسدود»، لقد استنجدت «بهية» بشباب مصر لكي ينقذوها من هذا المصير الأسود الذي قادتها اليه حفنة ضالة تدّعي الإسلام، بينما هي فاسدة وتعيث في مصر الفساد (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) صدق الله العظيم.
>>>
منذ الوهلة الأولى وكتاباتي منشورة وبالإمكان الرجوع إليها، أطلقت على ما جرى في مصر منذ جمعة الغضب في 25 يناير 2011 «ثورة اللوتس» وكنت أقرأ المشاهد بوضوح، ولذا حذرت من هؤلاء الذين يريدون اختطاف ثورة يناير السلمية، كانوا ـ وقد ثبت هذا الآن ـ انهم وراء كل الجرائم التي وقعت، استغلوا محنة الشعب المصري، الذي غابت لعهود العدالة والحرية والكرامة الإنسانية والعيش الكريم عن ربوعه، وظلوا يتربصون حتى انفجرت الأوضاع في يناير تمهيدا للانقضاض عليه.
>>>
لقد أثبتت قرارات محاكمة «وادي النطرون» الشهيرة التي يحاكم أمامها الرئيس المعزول ونفر من قيادات الإخوان انهم خططوا وتآمروا لحرق أقسام الشرطة
واقتحام السجون واطلاق حوالي 26 ألف سجين، ثم ثبت يقينا انهم كانوا الطرف الثالث «الخفي» الذي كان وراء كل جرائم القتل والحرق والتدمير التي أنهكت المصريين زمن المجلس العسكري السابق، وان القناصة الذين اعتلوا اسوار عمارات ميدان التحرير كانوا من الجماعة وأنصارها من الداخل والخارج، وان هذه العصابة هي التي افتعلت معركة «موقعة الجمل» حتى يمكنهم السيطرة على كل الامور!
>>>
ولم يكتفوا بهذا، بل زوروا الانتخابات والاستفتاءات، ليس عن طريق تزوير النتيجة، ولكن تزوير إرادة الناخبين، ولم يتوقفوا، بل اعتدوا على القضاء وحاصروا قضاته، وبالإعلان الدستوري (!) الذي اصدره مرسي بعد ذلك اغتصبوا كل السلطات وعصفوا بالتوافق الوطني، واصبح المصريون امام ديكتاتور جديد، تعاونه حفنة من البلطجية التي حاصرت المحكمة الدستورية ومدينة الانتاج الاعلامي، وهكذا استمر نزيف الخسائر.
>>>
فقد انصرف شباب مصر الى التظاهر بسبب اغتصاب السلطة واخونة مفاصل الدولة وإقصاء كل ما ليس اخوانيا.. وهكذا فقدوا الأمل من جديد، وعاشوا شهورا من الغليان وهم يسمعون عن بلد كبير عملاق «يتقزم» ويكاد يضيع، وقيادات غير عابئة بأحلامه وطموحاته ولكنها طامحة وحالمة فقط بالخلافة الاسلامية وبالسلطة والثروة والنفوذ والشعب المصري المطحون يزداد فقرا وجوعا.. وحسرة!
>>>
هكذا لم يكن أمام مصر الولادة سوى ان يتقدم شبابها مجددا لانقاذها، فكانت حركة تمرد التي استطاعت ان توحد المصريين ضد هذا النظام الاخواني، وخرج الشعب المصري العظيم خروجا اسطوريا في 30 يونيو الماضي ليسترد مصر من الأسْر ويعيدها الى المصريين من الاختطاف، ويعيد تعطير مصر بعطر زهرة اللوتس.
ولم يكن امام الجيش المصري العظيم وهو يرى الشعب كله يستجيب لشباب تمرد الا ان يساند الشعب ويخرج في الوقت المناسب، كما فعلها من قبل في يناير 2011 ليمهل هذه العصابة اسبوعا للتوافق ثم 48 ساعة للتراجع عن هذا التحدي لإرادة الشعب المصري.
>>>
ثم تقدم الجيش بجسارة لإنقاذ البلد من البيع في الوقت المناسب.. ليظهر لنا اول ملامح خطة بيع مصر، مقابل 8 مليارات ثمنا لانهاء الصراع العربي – الاسرائيلي!
الأيام القادمة حبلى بالاسرار، وستكشف المزيد من اسرار هؤلاء الاشرار الذين خططوا للزحف على امتنا العربية باسم الدين دولة بعد أخرى.
وللحديث بقية.. والعبرة لمن يتعظ!
[email protected]