بقلم: منى العياف
لا جدال في أن مجلس 2012 الثاني الذي تم إبطاله كان واحدا من أهم المجالس النيابية، فقد خرج من هذا رحم دولة كادت أن تضيع، ولولا رحمة الله بنا، ثم حكمة سمو الأمير، لكنا اليوم «نتقاتل» من أجل أن نعيش بسلام!
هذا المجلس المبطل الثاني، الذي تعرض لهجمة شرسة بلا هوادة، بسبب رغبة قوى سياسية معينة في «تركيع» إرادة ونظام الدولة وإخضاعها إلى أهوائها، خارج منطق الدستور والقانون، ولكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها الخبيثة بسبب سير القطار في طريقه الصحيح، ولهذا لم تجد هذه القوى المسعورة بدا من ان تضرب هذا المجلس من كل الاتجاهات.. لأنه المجلس الذي أعاد الاستقرار الى الوطن، وأضحت القوانين التي كانت حبيسة الأدراج طليقة حرة، تحاول ان تصلح ما فسد، وقد رأى القاصي والداني الكويت تتعافى تدريجيا، وحتما فإن هذا لم يكن ليعجب هذه القوى المتنفذة، فما لبثت أن تدخلت لتغيير «المشهد السياسي».. وكان لها ما كان!
واليوم نخوض في جولة أخرى من جولات «الصراع» بعد ان دخل البعض المقاطع - أو أدخل - «سباق» الماراثون الانتخابي، وهذا ما كنا نتمناه، وهو ما أكد لنا في نفس الوقت أننا كنا على طريق الحق وأننا التزمنا بالدستور، ولم نحد عنه ولا عن أهدافه!
>>>
لكن للأسف مازالت بعض القوى المتنفذة تحاول أن تستغل أي ظروف تراها مناسبة لضرب خصومها، نكاية فيهم لأنها لم تحصل على ما تبتغيه.. وهو سلوك يحتاج ان اخصص له مقالا كاملا.
لو عدنا الى أحداث عام 2012، وتابعنا من المجلس المبطل وما حدث للكويت فنسرى انه كانت هناك قوى جديدة وطنية تصدت لكل «الموبقات» التي تعرضت لها الكويت، وأعني بتلك الموبقات بل الجرائم ما حدث من تعد على ثوابت وطنية والدستور وعلى كيان الدولة كله.
>>>
وهذه القوى التي تمثلت في كيان عرف بـ «مجموعة 62» استطاعت ان تجمع حولها كل أطياف المجتمع، وأن تنزل إلى الميدان لتواجه الغوغائية الحادثة آنذاك، وفعلت ذلك بكل الأساليب والطرق، منها الندوات واللقاءات التلفزيونية والمقالات والتصريحات الصحافية.. واستخدمت كل الأدوات التنويرية والإعلامية المتاحة لمناهضة هذا السيل الجارف من الاعتداء على وطن آمن، هذه المجموعة اليوم يترأسها الرجل الوطني المخلص علي الراشد، ومعه هذه الثلة من الشخصيات تتعرض لحرب يقودها وزير يعتقد ان سر بقائه هو إزاحة من تسببوا في استجوابه السابق بكل الطرق المتاحة لديهم، بالتواطؤ مع «القوى المتنفذة» اياها.. التي مازالت تضرب يمينا وشمالا وتعبث باستقرار البلد، من خلال استهداف أعضاء المجموعة 62، الأحرار الذين يخوضون سباق الترشح، والعمل من أجل إسقاطهم باستخدام أسوأ طرق التشهير بهم عبر الصحف الزرقاء!
نحن أمام وسائل خطيرة في معركة انتخابية، فحين يدخل مسؤول أمن الوطن على خط المعركة، ويستخدم قوى اخرى للتشهير بمرشحين معينين.. فهذا أمر يحتاج إلى كتابة مقالات كاملة ليتضح للقارئ الفاضل ما الذي فعله هؤلاء، وكيف ان الله سيخيب رجاءهم بإذن الله.. وللحديث بقية.
.. والعبرة لمن يتعظ!
[email protected]