أعتقد ان اثارة بعض القضايا التي تمس الكويت واتهام البعض بعدم الولاء او التشكيك في الانتماء الوطني من الامور الحساسة، وطرحها في هذا التوقيت يثير تساؤلات كثيرة. فما يثار حول مزدوجي الجنسية ومدى ولائهم للكويت واعطاء الموضوع اكبر من حجمه والتلويح بالتهديد به، كل ذلك لا يصب في مصلحة الكويت، وبالتدقيق في تحليل الامور نجد ان ذلك يحدث فتنة نحن في غنى عنها، خاصة اننا نعيش في وسط اقليمي مليء بالتناقضات والصراعات، وتمنيت ان يكون من بيننا فارس يملك الشجاعة لمواجهة هذه الازمة المفتعلة.
وقد اثلج صدري عندما طالعت تصريحات الرجل الشجاع، خاصة انه من الاسرة الحاكمة، انه الشيخ احمد صباح السالم عندما اكد ان التطرق الى قضية ازدواج الجنسية يأتي لإشغال الناس عن قضية مجموعة من الاشخاص تم تجنيسهم اخيرا بغير وجه حق، وان هذا ما كشف عنه تقرير لجنة الشيخ ثامر الجابر الذي كلف بدراسة الموضوع، موضحا انه لا فرق بين المواطنين، ومشددا على ان الوحدة الوطنية لا خلاف عليها.
ويأتي تصريح الشيخ احمد صباح السالم ليضع النقاط على الحروف في مواجهة ما يثار حول مزدوجي الجنسية، منصفا اياهم بان ولاءهم للكويت تعكسه الاعداد المسجلة منهم في كشوف الالتحاق بالمقاومة والجيش الكويتي ابان فترة الاحتلال الغاشم، وان ما تضمنه هذا التصريح هو رد واضح على كل من يشكك في ولائهم، ويكشف عن حقائق بدلا من التلاعب والتدليس بالحقائق في محاولة للتغطية على ما تشهده وزارة الداخلية حاليا من تخبط في سياسة التجنيس والتقاعس في هذا الموضوع.
ولا اعتقد ان هذا الطرح والاثارة يتناسبان مع الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية التي تحيط بنا، وما قد يحدثه ذلك من فتنة واثارة تضر بالصالح العام مقابل خدمة مصالح خاصة محدودة، كما أعتقد ان رجالات الكويت لديهم من الشجاعة الكثير التي تؤهلهم لحسم مثل هذه القضايا في وقتها، وهذا ما يعكسه تصريح الشيخ احمد صباح السالم بحبه واخلاصه وحرصه على مصلحة بلده الكويت، وليحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.