مع مرور العام الخامس على رحيل العم حمد أحمد عبداللطيف الحمد ستظل ذكراه الطيبة دائمة ومتجددة، فهو أحد رجالات الكويت البارزين من الرعيل الأول ويعد مثلا وقدوة في العمل والعطاء والتواضع والتمتع بالفكر الرصين وسعة الصدر، وهو من أوائل الرجال الذين أكدوا ثقتهم وإيمانهم بقوة وسلامة الاقتصاد الكويتي رغم تعرضه لكل هذه المحن وأن الكويت قادرة على العودة لمواصلة مسيرتها الاقتصادية القوية، ورغم رحيله فهو دائم الوجود بقلوبنا وعقولنا نحاكيه ونتعلم منه ونفخر به كمثل وقدوة، فمسيرة حياته كتبت له الخلود، فالكثير يرحلون ولا نجد لهم مجرد الذكرى يذهبون في طي النسيان، أما أمثال هذه الرجل فهو مدرسة ستظل الأجيال تتعلم منها.
ولا يفوتنا في هذا السياق أن نتذكر العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، الذي كان من أصدقاء العم حمد، وكان الفقيدان الكبيران، رحمهما الله، مدرسة في القدوة والخبرة حيث شهدت مسيرة العم خالد المرزوق، رحمه الله، دورا حافلا في الحياة الاقتصادية وفي خدمة الكويت فهو ابن بار للكويت كان حريصا على رفع اسمها عاليا.. وندعو الله أن يجمع بين هذين الصديقين العزيزين في جنة الفردوس وأن تكون هذه الصحبة في الآخرة كما كانت في الدنيا لرجلين بارزين من رجالات الكويت المخلصين لبلدهم، ومن الأشياء الجميلة ان الود متصل بين الأجيال، فأبناء العم حمد والعم خالد اصدقاء وأشقاء يجمعهم الود وحب الكويت والعمل على رفعة شأنها بما تعلموا من الكبار.
ولا يخفى على أحد أن العم أبو أحمد من رجالات الأعمال المتميزين ويعد خبرة عريقة في الحياة الاقتصادية للمجتمع الكويتي في التجارة بالهند كما أنه يعد أحد أهم مؤسسي العمل المصرفي في الكويت، وقد استطاع خلال ترؤسه لمجلس إدارة البنك التجاري لمدة 18 عاما خلال الفترة من 1978 حتى 1996 تحقيق إنجازات عظيمة في نشاط البنك وجعله في مقدمة البنوك، كما ترأس مجلس إدارة شركة حمد الحمد لحفر الآبار، وشركة برقان لحفر الآبار والتجارة والصيانة وكان عضوا بالعديد من مجالس إدارة الشركات الاستثمارية والمصرفية، وساهم من خلال دوره في هذه الشركات في تعويض انسحاب شركة سانتافي بشكل مفاجئ خلال عام 2003 في فترة تسعى الكويت فيها لزيادة إنتاجها، ومازال ابنه يسير على نهج أبيه في الخبرة والعطاء بإدخال أحدث برامج التكنولوجيا الحديثة لشركة برقان لحفر الآبار وذلك من خلال شركة ميكروسوفت الكويت، وهذه التكنولوجيا الحديثة تختص بتخطيط موارد المشاريع وسوف يكون لها إسهامه القوي في تسريع عملياتها وخفض التكاليف التشغيلية وتعزيز عملية اتخاذ القرارات المدروسة.
هذا إلى جانب أن حياة العم أبو أحمد، رحمه الله، كانت عامرة بالأعمال الخيرية والمشاركات الاجتماعية في تحفيز الجيل الجديد من الشباب، فكان له الكثير من الاهتمامات ومنها مبادرته في دعم وتشجيع أبناء الكويت والمشاركة في إبراز الجانب الحضاري لوطنه فكانت مبادرته بتخصيص جائزة أحمد الحمد للإبداع الشبابي.
كما أنه من أصحاب العزيمة القوية، فقد تحمل كل المحن من أزمة سوق المناخ أو من تبعات الاحتلال العراقي الغاشم فكان أكثر تصميما على الحفاظ على مكانة البنك التجاري والعاملين فيه والارتقاء به ودعمه بالكفاءات والخبرات الكويتية، وتطوير مستوى خدماته ولم يغفل عن استمرار اهتمامه بالجانب الإنساني ورغم الظروف القاسية التي تعرضت لها الكويت لم يغفل عن التخفيف عن موظفي البنك بالأموال أثناء فترة الاحتلال على عناوينهم في بلدانهم والاستفسار عن أحوالهم وعن أسرهم وأولادهم، ولم يتخل عنهم عند عودتهم بعد التحرير فأعادهم جميعا لمواصلة عملهم مرة أخرى بالبنك.
والتكريم الكبير الذي يحظى به العم أبو أحمد رحمه الله، أن ذكراه متواصلة من خلال نجله أحمد حمد عبداللطيف الحمد الذي ورث عنه العديد من صفاته في التواضع وحب الخير والإيثار وتفضيل مصلحة الوطن، مواصلا مسيرة والده في العمل والعطاء وفعل الخير حريصا في كل اهتماماته على دعم الاقتصاد الوطني وإعلاء شأنه، وحرص أبنه أحمد على ترسيخ ذكرى والده بمواصلة عطاء وصلته بالآخرين، كما يقيم مسابقة رمضانية سنوية لحفظ القرآن الكريم باسم والده، ويزمع إنشاء مبرة خيرية باسم والده ويواصل الود لأحباء وأصدقاء والده وفي نفس ديوانية والده، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
[email protected]