نافع الظفيري
ما يحدث في بلادنا خلال هذه الايام من اعادة ترتيب الامور وإعلاء صوت القانون من شأنه ان يعمل على عودة شرعية الدولة وقوتها كجهة تنفيذية مناط بها تحقيق احلام الشعب الكويتي في الرفاهية من خلال خطط تنموية طموح تتماشى مع العصر الذي تقاس فيه قوة الدول بقوتها الاقتصادية، ومن خلال هذه المواقف التي تحتاج الى عزم الرجال واصحاب القرارات الكبرى، ولا نبالغ اذا قلنا ان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد يملك رؤية طموحة قائمة على قناعات بان الكويت دولة الكل وليست تجمعات قبلية تحكمها «الميانة وحب الخشوم» وهذه المنطلقات ترجمة لذهنية منفتحة على العصر ومستوعبة لمستجداته لانها نبت علم وحصاد تجربة.
وربما التواضع الذي يبديه الشيخ ناصر لأهله أهل الكويت عندما يخفض لهم جناح الذل من الرحمة، فُهم بشكل خاطئ من البعض، الى الحد الذي اعتقد اصحاب النفوس الضعيفة انه صيد سهل، فتجاوز البعض، وتطاول القلة، وصبر الرجل صبرا جميلا ولكن عندما شعر بأن المستهدف الكويت اظهر العين الحمراء.
وقال: «الا الكويت» فوضع الجميع امام معادلة لا تقبل أنصاف الحلول، فكان بحق قائدا تنفيذيا وحامي حمى الدولة وعلى قدر المسؤولية والامانة التي حمله اياها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد حفظه الله وولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد وبالتبعية الشعب الكويتي كله بكل اطيافه وعناصر مكوناته التي كانت على مدى الازمان سر قوته.
وكان الجميع معه بعدما تفاقمت الامور ووصلت الى حد الخلط المتعمد، بين من يشرع ومن ينفذ، بين سلطة القانون وقانون أخذ الامور بالذراع لمصالح شخصية انانية وذاتية حتى لو على مصالح الجموع.
والآن الكويت في مفترق طرق والمطلوب من الجميع التكاتف خلف من منحه قائد الوطن وربان السفينة ووالد الجميع صاحب السمو الأمير الثقة بقيادة الجناح التنفيذي للبلاد، لأن سموه برؤيته الثاقبة وخبراته الممتدة والطويلة والتي عارك فيها الاحداث التي لم تكن على مستوى الوطن ولا المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم اجمع، رأى ان افضل من يصلح لهذا الموقع وذلك المكان هو سمو الشيخ ناصر المحمد.
ونحن أيدناه جميعا للشد من أزره وتقوية عزائمه، وتسهيل مهمته في «عصرنة» الكويت التي كانت دائما سباقة في فتح ابواب التنوير والتحضر حتى اصبحت منارة فكر وموقع نور يُهتدى به، والمطلوب منه الآن ان يستعيد هذه المكانة التي تبوأتها الكويت قديما، والتي استفاد منها الجميع في المنطقة، لكننا تأخرنا عن مواكبتها لظروفٍ الكل اعلم بها.