نافع الظفيري
مضى عام على رحيل العم الفاضل حمد احمد عبداللطيف الحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، والمغفور له من ابرز ابناء الكويت البررة وهب حياته لخدمة بلده وتحسين اقتصادها حتى قبل ظهور النفط، وهو احد مؤسسي العمل المصرفي في الكويت، وكان مهتما اهتماما كبيرا برجل الاعمال الكويتي، فكان داعما له ليكون الواجهة الحضارية لبلده، كان شغله الشاغل رحمه الله اعلاء شأن الكويت، عاش مخلصا للكويت مؤمنا بما يقدمه من جهد واجتهاد في قضايا المجتمع من منطلق مسؤوليته الاجتماعية في وطنه.
فباستعراض تاريخه رحمه الله، نجده حافلا بالعطاء والنبل والشهامة الذي لا تشوبه شائبة، بالاضافة الى انه كان رحمه الله رجلا اجتماعيا من الطراز الاول شق طريقه في الحياة بنجاح، وصعد سلم المجد بهدوء قل مثيله الى ان وصل الى قمة النجاح بتواضع وسكينة وحبه لكل ما هو كويتي، يشهد على ذلك اصراره على تأسيس كل ما يمت بصلة لمصلحة الكويت ونمائها وازدهارها.
فالبداية كانت في الهند التي عاش فيها في عام 1949 وهناك افتتح مكتب عائلة الحمد في بومباي وقدم فيه عظيم الخدمات ليس لأهل الكويت فقط، ولكن للخليجيين جميعا حتى ذاع صيته على انه رجل اجتماعي يحب الخير ويساعد اهل الخليج، ثم عاد الى الكويت في عام 1958 وفي الكويت اخذ الجانب الذي يجعل شجرة الثروة من الذهب الاسود تنمو وتورق حتى في قلب الصحراء ألا وهو حفر الآبار، وتجسد الخير كله في شركة حفر الآبار الوطنية من عام 1968 - 1993.
ثم تولى رئاسة البنك التجاري في الفترة من 1978 - 1996 ثم ساهم في مجلس ادارة بنك الكويت السويسري مرورا بمساهمته في بنك الكويت الفرنسي.
وفي البنك التجاري، عزز البنك حضوره في الخدمات الشخصية والفردية وزاد انتشاره وتوسع وادخل التقنيات الالكترونية الحديثة له وبعد محنة الاحتلال استعاد البنك التجاري مكانته بسرعة في السوق المحلية بفضل قيادة المرحوم العم حمد الحمد الحكيمة، نحو 18 عاما تولاها في رئاسة البنك كانت هي العصر الذهبي للبنك التجاري.
ويواصل المغفور له طريق العطاء من خلال ترؤسه مجلس ادارة شركة حمد الحمد لحفر الآبار، التي شاركت في عمليات صيانة وحفر الآبار النفطية الجديدة، وكان للشركة دور وطني بارز عندما انسحبت شركة عالمية نفطية ابان بدء العمليات العسكرية في العراق، فحلت شركة حمد الحمد محلها وادت دورها على الوجه الذي معه لم تتأثر شركة نفط الكويت بانسحاب هذه الشركة الاجنبية.
عرف عن المغفور له العم حمد الحمد تأكيده المتواصل على متانة وسلامة الاقتصاد الكويتي باعتباره حافظا لجزء جوهري من احتياطي النفط العالمي الذي يمكن استغلاله بأقل تكاليف، وكان المرحوم يؤكد دائما على النظر في المشاكل قصيرة الامد ومعالجتها في ضوء درجة اسهامها في تطور البلاد على المدى الطويل.
مضى عام على وفاة المغفور له العم حمد احمد عبداللطيف الحمد، وما زالت عطاءاته مضيئة، بل تزداد توهجا وخالدة في وجدان وطنه ونجله احمد حمد عبداللطيف الحمد، الذي اخذ من صفات والده الكثير من التواضع وحب الخير وايثار الذات في مصلحة الوطن واياديه البيضاء في خدمة المجتمع ليكمل مشعل الخير وليكون طريقا من العطاء واضعا نصب عينيه دعم الاقتصاد الوطني واعلاء شأن بلاده التي لم ولن يبخل عليها بجهد فنبتة الخير لا تثمر الا خيرا.
ثبت الله اقدام نجله احمد واعانه على السير في طريق والده، ورحم الله العم الفاضل الكبير حمد احمد عبداللطيف الحمد وأسكنه فسيح جناته.