مخلد الشمري
إذا قررت سلطات البلد دعوة وفد مكون من أساتذة فطاحل لتخصصات مختلفة يعملون في الجامعات والكليات العالمية المشهورة بأنها مراكز حقيقية لتلقي العلم، وطلبت منهم اجراء مقابلات شخصية مع عشرات الآلاف من المواطنين وغير المواطنين، لإعادة تقييم الشهادات الدراسية العليا التي يدّعون حصولهم عليها بعد تلقي علم يدعّون انه علم حقيقي.
وإذا قررت سلطات البلد الطلب من ادارة شرطة مرور في أي دولة مشهورة بالحزم وبالصرامة في تطبيق القانون في شوارعها وطرقها بأن تعيد اختبار المرور لكل من حصل على رخصة قيادة مركبة في دولة الكويت؟
إذا تعاقدت سلطات البلد مع مدراء من دول غربية أو من اليابان أو كوريا الجنوبية وطلبت منهم الاشراف التام وإدارة كل الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية وأعطتهم كل الصلاحيات الفورية والمطلقة لإنهاء خدمات من لا يصلح للعمل فيها سواء لعدم الكفاءة أو لعدم الالتزام بالدوام الرسمي.
وأخيرا وليس آخرا تخيلوا فقط الخوف والارتباك العظيم، الذي سيحصل لو طبق قانون «من أين لك هذا؟» تطبيقا حقيقيا حديديا صارما وحرفيا كما يطبقه الغرب ومن يشابه الغرب، وليس تطبيقا عربيا متخلفا كالذي نسمع عنه في بعض الدول التي تسمى عربية.
لهذا أقول للأغلبية الساحقة العظمى من مواطنين ومقيمين، ومن بينهم من الذين يخيفهم ويرعبهم هذا النوع من الخيال، ليحمدوا وليفرحوا بهذا التساهل العظيم والكبير الذي تعاملهم به سلطات البلد، اما نحن الأقلية القليلة من الذين لا نشاركهم هذه الفوضى وهذا الحمد وهذا الفرح ولا نرغب مشاركتهم به وبها نهائيا، فيبدو انه مكتوب علينا وللأبد أن نعيش بين الفوضويين الذين يرعبهم مجرد الخيال والتمنيات بأن يتغير سلوك السلطات مثلما تخيلناه وان كان ذلك شبه مستحيل الا اذا!